“عندما تعرف حقائق الإسلام فإنها ستكون الدواء الناجع والتقويم الصحيح للأعصار كلها قديمها وحديثها... والدولة الإسلامية التى ظهرت فى القرون الوسطى، قدمت للناس مفاهيم دقيقة صلحت بها أوضاعهم، ولا تزال صلاحيتها للتطبيق قائمة، المهم أن نذود عنها ذوى العقول المختلة أيام دولة النبوة كان رباط المرأة بالعلم والعبادة وثيقا، وكذلك أيام دولة الحلافة الراشدة.. فإذا نبت فى عصرنا من ينكر ذلك لم يحتج الإسلام إلى تفسير عصرى، بل إلى تفسير سلفى، على ألا يقوم بهذا التفسير مغفل جرىء..”
“إن قرون التخلف التى مرت بنا انتهت فى القرن الماضى بوضع للمرأة المسلمة لا يقول به فقيه مسلم!لقد رأيت المرأة فى بلادنا لا تدخل مسجدا أبدا.. بل فى قرانا.. وكثير من المدن كانت المرأة لا تصلى وهى إلى جانب هذا الحرمان الروحى كان التعليم محرما عليها فلا تدخل مدرسة أبدا وقلما يؤخذ لها رأى فى الزواج ويغلب أن يجتاح ميراثها.وإذا انحرف الشاب تسوهل معه أما إذا انحرفت المرأة فجزاؤها القتل..! هل هذه المعالم المنكورة لحياة المرأة تنسب إلى الإسلام؟!الله يعلم أن الإسلام برىء من هذه التقاليد ٬ كما هو برىء من المفاسد الجنسية فى أوروبا وأمريكا..!ومع ذلك فإن منتسبين إلى الإسلام وعلومه ٬ يرتضون هذه الأحوال أو لا يتحمسون لتغييرها”
“إذا فكرنا و سألنا كيف تحولت دعوة كانت فى مبدئها ثورية تقدمية عصرية، إلى أداة حَجْر على الفكر و تجميد للمجتمع، هدانا تفكيرنا إلى علتين لم تكونا فى الإسلام الأول، بل ظهرت كلتاهما فى عصور انحدار الحضارة الإسلامية، ثم رسختا و توطدتا حتى خيل للناس أنهما من أصول الدين الإسلامى. إحداهما بروز طبقة تحتكر تفسير الدين، و تدّعى أن لها وحدها حق التحدث باسمه و إصدار الحكم فيما يوافقه من الآراء و المذاهب و ما لا يوافقه، أى طبقة كهنوتية و إن لم تتسم بهذا الاسم صراحة. و ثانيتهما اعتقاد تلك الطبقة أن ما ورد فى المصادر الدينية السابقة من تشريعات و أجوبة و حلول هى تعاليم ملزمة يُفرض إتباعها و لا يجوز تعديلها أو تغييرها فى كل الأمور جميعاً، سواء فيما يختص منها بأمور العقيدة و ما يتطرق إلى أمور المعاش ،،،”
“إن الهزائم التى ُمنى الإسلام بها فى ميدان الثقافة والتعليم أنكى من الهزائم التى مُنى بها في ميدان السياسة والحرب. بل قد تكون هذه راجعة إلى تلك.”
“إن الأخلاق فى أرضنا تتصل اتصالا وثيقا بالإيمان ٬ فإذا اهتزت العقيدة ظهر النقص ٬ ونجم الإثم ٬ واضطربت الأمة كلها. وقد أصابنا الاستعمار العالمى فى صميمنا عندما أوهى الإسلام واستبعد إيحاءه فى الحياة العامة ٬ لقد تبع ذلك انهيار خلقى محزن ٬ وميوعة لا تستقر فيها على شىء!.”
“إن تقهقر الأمة الإسلامية فى الأعصار الأخيرة يعود إلى العجز الشائن فى فهم موقف الإسلام الصحيح من المرأة. وهذا العجز من وراء انتصار المدنية الحديثة وانتشار عُجرها وبُجرها فى آفاق عريضة، والعلاج يقدمه فقهاء أذكياء منصفون، لا متفيهقون متعالمون.”