“إن وطأة الثقافة المادية على الغرب جعلت الفرد لا يرى هامشاً آخر للعيش خارج إطار هذه "المادية".. بعكس الفرد المسلم أو اليهودي, فإنه يرى أن العودة للأجداد, والتي سميناها بالهجرة الزمانية, إنما تكون لاستلهام النموذج القيمي الثقافي, لمواجهة الواقع المادي.”
“إن الصراع يحدث باستعمال الجانب المادي من الحضارات.. ويجب أن نقول أن المادة تتطور تراكمياً نحو الزيادة, أما الثقافة فتتطور في أكثر الأحيان والحضارات والشعوب نحو النقصان.”
“إن الأزمة الحادثة اليوم بين الإيديولوجيا أو العقيدة من ناحية والتكنولوجيا العالمية من ناحية أخرى, إنما هي كامنة في كون الكثير من الفرق الإسلامية تطرح الإسلام طرحاً مُتجاوَزاَ يقوم على نبذ الجديد دون مناقشة, وعلى التواكلية المقيتة, ومعلوم أن هذا الفكر الصوفي المنغلق إنما يهرب من المواجهة بما قد أسميه الهروب المزدوج من المكان والزمان.”
“إن الذين يهربون من واقعهم إلى الماضي ليبقوا فيه, تاركين وراءهم ثغور الواقع الذي هربوا منه دون حراسة الناس خاطئون..”
“إن كتابات الكثير من المفكرين إنما هي مواقف, ثقافية تمليها تموقعات الصّراع, كما أنها أيضاً متطلبات ثقافية يستعدعيها الإنتماء والولاء لدين ما, ولغة ما, ومجتمع ما.”
“نحن جزء من الصراع, لكننا كنّا دائماً ننظر إلى أنفسنا وقف نظرة الآخر إلينا, وهذا يعني أنّ الأمر أقرب إلى "التنكيل" منه إلى الصراع, إن الأمر أقرب في صورته إلى الوالد الذي يعاقب ابنه الصغير, لكنه يسمّي هذا "مصارعة".المصارعة تقتضي مشاركة الطرفين في الفعل كفاعلين, لا كفاعل ومفعول به.”
“معيار الحاجةمعيار قد تفرد به النظام الإسلامي دون غيره من النظم الاقتصادية المادية التي يأبى أفرادها تقديم أي شيء دون مقابل. فيكفي الإنسان أن يكون فردا في المجتمع الإسلامي حتى يحصل على كفايتهالتي تلغي حاجته، وحتى يضمن الإسلام تطبيق هذا المعيار على أرض الواقع فإنه قد شرع تشريعات متعددة، بعضها إلزامي يلزم به الفرد المسلم ، وبعضهاالآخر طوعي يتوجه إليه المسلمون طلبا لرضوان الله عز وجل.”