“الذهن أيضا يقفز من شيء إلى ضده بلا واسطة، يتلهى، يتلذذ بتمزيق الذات، وإذا ترقف واستقر فلا تظنن أن شيئا خارجيا قد وقع، أن شيئا في المحيط لخارجي قد تغير.. السبب ،الدافع منه ومنه وحده..”
“هذا الشعب لا يفهم أن كل شيء منوط بعمله وأن السلطان لا يستطيع شيئا بمفرده.”
“في القاموس لا ترداف البداوة الحرية. لكن إذا نظرنا إليها كرمز، كفكرة، مجردة في الذهن. وخاصة في ذهن الشعراء والأدباء والمؤرخين العرب، فإننا مضطرون إلى الاعتراف بأنها كانت تجسد على مدى قرون ما تطلّع إليه الناس من سعة في العيش وفسحة في التصرف.”
“الدول الديموقراطية تمارس السياسة كثيرا وتتكلم عنها قليلا.الحاصل عندنا هو العكس.لا يلتقي منا اثنان إلا ويبادر أحدهما بالسؤال:ما الخبر؟والخبر لا يتصور أن يكون غير سياسي.لا غرابة إذن أن نسيّس الدين أكثر مما "نديّن"السياسة.السبب؟..الأمية.لم يحصل بعد عندنا الفطام الضروري من الغريزة إلى العقل،من الإتباع إلى الإستقلال،من التوكل إلى الهمّة،ومن المبايعة إلى المواطنة.”
“لم نثبت في بحثنا هذا واقع الحرية، إنما أثبتنا حلم الحرية أو بتعبير عصري طوبى الحرية. قد يقال: هذه نتيجة تافهة وربما هذا كان رأي المستعربين. لكن وجود طوبى الحرية في مجتمع ما مهم جدًا لأنه يدل على أن المجتمع مستعد لقبول الدعوة إلى الحرية. ويطرح هكذا مشكل التأثير الخارجي في نطاق آخر. إن الاسئلة التي يطرحها المستشرقون والتي سنطرحها بدورنا فيما بعد حول التأثير الأوروبي في المجتمع العربي مرتبطة بوجود أو انعدام طوبى الحرية.”
“...الناس ينتظرون من يحررهم من الخارج. لا يفهمون أنهم قد يستقلون ولكنهم لن يشيدوا وطنا ذا تاريخ... إستقلال عقيم.”
“تقولون أن أول الأسبقيات أن يتعلم الفلاح المغربي الديموقراطية. هل سيتعلمها حقا بمجرد أنه يضع من حين لآخر في صندوق الاقتراع ورقة يعجز عن قراءتها ولا يختارها إلا بمساعدة لون معين.”