“ولأن المقابر جميعها شاغرة أنا مدفُونةٌ هُنَا بين أشيائك القديمة الجديدة دومًا بعيني”
“أنا أيها المجنون لم اتحدث لك عن شكل قارة الوجع التي تقيم بعيني !!”
“كُلي يبحث عن رئتي المفقودة بأشجار مدينتك و شوارع حيك و خلف حائط منزلكو في حضن أمك تقودني قدماي إليها في كل مره وتضج بالبكاء كثيراً كلما رأتني ربما لأني أذكرها بك وتذكرني بك نعد كؤوس الأحزان و دوارق الضجر ونبكي كلما سافرت أحاديثنا إليك نغرز إبرة الذكرى حول مسامات جلودنا الملتئمة بالجروح ونبكي نبكي بهستيريا في حفلة غارقة بِدماء الضجر أبتسم بتعذيبي لإتمامي الثالثة و العشرون موتاً بعيدًا عنك و أمك تحضر الكثير من الملح و تمرره على جروحنا الطريه ونصرخ فقداً تمتزج أوجاعنا راحلة إليك منك إلى أن نشعر بالغثيان من فرط الضجر و نسقط نقيم بين أشيائك القديمة و نعيش على ماضيك و معجزة عودتك..”
“كيف نحفظ دون أن نفهم ونحن أطفال لا نفرق بين الحلال والحرام ولا نميز بين الصواب والخطأ، فالاستفسار يعني المعارضة بالنسبة لهم مما يؤدي للقمع والضرب دون رحمة، وعواقب طويلة الأجل، لا زالت تفاصيل الطفولة عالقة بذاكرتي.”
“هم يا صديقي يزرعون أشواك العوسج بين أشجارنا يرمون النيترو في مائنا والقنابل الناعمة في صناديق بريدنا يكممون أفواهنا ويقيمون الحد على قلوبنا هم ياصديقي يصادرون أصابعنا للمنافي البعيدة يعلموننا عادات الحقد المجنون ومبادئ الكراهية يقدمون لنا أصباغ الغباء مع الحليب والقهوة الصباحية يريدون أن نكون دُمى ممتلئة بالقش يحركونها كما يشاؤون .. يُحرقون كتب الثورة والحب والفكر و يجلبون لنا كُتب الحروب المعاقة والأقزام السبعة ينزعون قلوبنا النابضة ويستبدلونها بقلوبٍ بلاستيكيه”
“أنا ثوب قديم معلقّ في مجزرة جماعيةأنا نافذة تطلّ على مقبرة كبيرةأنا صنبور حزين وحيد في مغلسة الموتىأنا الخيط الأول في بياض الكفنأنا اللحظة الأخيرة مابين الحياة والموتأنا السم القابع في عمق برجي العقربأنا طلاسم مبهمة في أصابع مشعوذ أسمرأنا صراخ المجانين و نبرة الألم في حنجرة القيصرأنا إبنة ارشيكجال الهة العالم السفلي حيث يقيمون أصدقائي الأموات هناكانا حفيدة الثوار وسلالتي تعود لجنية ونبي يغتسل من مطر اللهو يوزع خليطًا من الثورة والسحر والجنون والحرية المفقودة تذاكر مجانية للعقلاء”
“حبيبي خذني إلى وطن لاتذروه الرياحإلى وطن لا يصلب العشاق على الأبوابإلى وطن يقدر الحب قبل الخبز و دجل النزواتإقتحم حدود ضفتي و بعثر مابداخلي بكل وحشية و إنبهارإضحك لِتوقظ عصافير تشرين الميتة من سباتها الربيعيتحدث لِتتساقط النجوم من بين دهشة شفتيك كمطر من نبيذأحرق عقارب الثواني و قطارات الأنتظار و حواجز مدينتنا الراهبةالتحم بِأساور معصمي إستحضرني بمعلقة عارية من كل القيودلِـ أنتعل جنونك فوق أرصفة العزلة الباردةو أتلبسك بشياطيني و ملائكتي بأرضي و عالمي..”