“من أبرز التناقضات السائدة في خطاب بعض النخب أنهم يريدون من المجتمع أن يتطور ويتحول إلى مجتمع عصري في التنمية , وفي الوقت نفسه يريدون أن تبقى العلاقات والقوى السياسية والإقتصادية والمفاهيم نفسها للدولة حاضرة , وذهنية الراعي والرعية , إنهم يريدون تحديث شكلي في التفاصيل وطريقة الاستهلاك والإنتاج دون تحديث قوي لطبيعة المؤسسات والقوى المؤثرة واستقلاليتها”
“إن تأخر الكفاءة الإنتاجية ليست بسبب سوء كفاءة الفرد , وإنما بسبب عوامل فساد معروفة في ثقافة المجتمع التي أسست لفساد في مجالات متعددة اقتصادية وسياسية , وهو فشل يمكن معالجته من خلال سياسيات وقوانين صارمة ورقابة قوية وشفافية , فالفشل الذي نعيشه في تنمية الإنسان يكمن في عدم وجود ثقافة حضارية , ووعي مدني , وذهنية واعية بفكر العصر بالحقوق والواجبات المدنية , لتصحيح العادات الخاطئة , والأفكار غير الحضارية”
“يبدو من الصعب أن تقنع بشكل عقلاني معتدل التيار المحافظ بخطورة التشدد الذي قد يشوه النجاح الذي تحقق في مجالات أخرى , فأغلبية هذا التيار مهموم بالدعوة مع ذهنية فقهية محافظة .. تظن أن هذا هو الأحوط وتطبيقا لسد الذرائع , دون أن تدرك المفاسد التي ستظهر عند المبالغة في أي تطبيق”
“الإشكال في الرقابة الدينية في السعودية أنها في كثير من مراحلها لا تمثل الرؤية الإسلامية بمعناها الشامل , فالمحظورات الفقهية أحيانا ليست آراء متفقا عليها , وإنما يمثل رأي المؤسسة الدينية في بعض المسائل , ولهذا لم يتح حتى لطلبة العلم الاختلاف في المسائل الفقهية إلى في السنوات الأخيرة”
“ليس من المبالغة القول بأن طبيعة المنهج السلفي والذهنية النقلية أكثر قابلية للمحافظة وربما للتشدد في بعض الحالات، فالعقلية النقلية التي ترتاح دائما لتقديم النص على أي اجتهادات فقهية أخرى، سيؤدي بها هذا المنهج مع مرور الوقت إلى تأثر ملكة الاجتهاد، وضمور التفكير والإبداع الفقهي.”
“لقد مرت الصحافة السعودية بمراحل عدة وتغيرات محدودة . للأسف هذا التطور حدث فقط في الإمكانيات المادية , ولم تظهر أي تقدم ملموس في مساحة استقلاليتها , بل إن الحريات الصحفية وقوة الطرح في بعض المراحل من عمر الصحافة كان أقوى قبل عقود عدة , وما يعرض من نقد في قضايا الخدمة التي تقوم بها الأجهزة الحكومية وضعف أدائها ليس جديدا ؛ فالصحافة كانت تقوم بهذا الدور بشكل أفضل منذ عقود عدة”
“من عوامل عدم وجود حراك في قضايا المرأة هو التردد السياسي في إدارة هذا الملف , حيث تباطأ في حالات معينة من المفترض حسمها , فقد استعملت قضايها في صفقات متعددة لإرضاء التيار المحافظ على حساب سكوته عن انحرافات أخرى”