“كل هذا الفن تحت الأرض، وتحت أرض المقبرة تحديدا؟ سألتُ نفسي مدهوشا من قدرة الإنسان على مواصلة الحياة بإبداع رغم وعيه بفنائه ووجوده المؤقت المحدود على ظهر كوكب قلِق الاستقرار هائم وهش ومصيره كما مصير سكانه إلى زوال.”
“أتعبتنا القدس. أعني أتعبت كل البشر , لا أعرف مدينة على كوكب الأرض أتعبت أهل الأرض كالقدس. مدينة ترفض أن تكون مدينة. أرض ترفض أن تكون أرضاً.”
“إن إجادة الأعمال كلها غاية من وجود الإنسان على ظهر هذه الأرض!(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير* الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).”
“ونحن بالنسبة للكون لسنا ذرة ولا هباءة .. إننا نبدو بالنظر إلى أجسادنا كذرة أو هباءة بالنسبة للكون الفسيح الواسع.ولكن ألا نحتوي على هذا الكون ونستوعبه بعقلنا وندرك قوانينه وأفلاكه ونرسم لكل كوكب مداره.. ثم ينزل رائد الفضاء على القمر فيكتشف أن كل ما استوعبناه بعقلنا على الأرض كان صحيحاً .. وكل ما رسمناه كان دقيقاً.ألا يدل هذا على أننا بالنظر إلى روحنا أكبر من الكون، وأننا نحتوي عليه.. وأن الشاعر كان على حق حينما خاطب الإنسان قائلاً:وتحسب أنك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر”
“إنما حياة الإنسان على الأرض جهاد مستمر رغم كونها محض عبور”
“الظلم.. لا يبيد.. ما الحل؟ -أن تحدث ثورة على الظلم؟ نعم تحدث تلك الثورة.. يغضب الناس فيقودهم ثوار يعدون الناس بالعدل وبالعصر الذهبي، ويبدؤن كما قال سيد: يقطعون رأس الحية.. ولكن سواء كان هذا الرأس اسمه لويس السادس عشر أو فاروق الأول أو نوري السعيد، فإن جسم الحية، على عكس الشائع، لايموت، يظل هناك، تحت الأرض، يتخفى يلد عشرين رأساً بدلاً من الرأس الذي ضاع، ثم يطلع من جديد. واحد من هذه الرءوس اسمه حماية الثورة من أعدائها، و سواء كان اسم هذا الرأس روبسيير أو بيريا فهو لايقضي، بالضبط، إلا على أصدقاء الثورة . و رأس آخر اسمه الاستقرار، و باسم الاستقرار يجب أن يعود كل شيء كما كان قبل الثورة ذاتها. تلد الحية رأساً جديداً. و سواء كان اسم هذا الرمز نابليون بونابرت أو ستالين فهو يتوج الظلم من جديد باسم مصلحة الشعب. يصبح لذلك اسم جديد، الضرورة المرحلية.. الظلم المؤقت إلى حين تحقيق رسالة الثورة. و في هذه الظروف يصبح لطالب العدل اسم جديد يصبح يسارياً أو يمينياً أو كافراً أو عدواً للشعب بحسب الظروف..”