“والحقيقة الرابعة : أن الآديان الكتابية بينها فروق موضعية لابد من ملاحظتها عند البحث فى هذا الموضوع..فاليهودية أو الاسرائيلية كانت كما يدل عليها اسمها أشبه بالعصبية المحصورة فى أبناء اسرائيل منها بالدعوة العامة لجميع الناس، فكان ابناؤهم يكرهون ان يشاركهم غيرهم فيها، كما يكره اصحاب النسب الواحد أن يشاركهم غيرهم فيه، و كانوا من اجل هذا لا يحركون ألسنتهم-فضلا عن امتشاق الحسام-لتعميم الدين اليهودى وإدخال الامم الأجنبية فيه، ولا وجه إذن للمقارنة بين اليهودية والإسلام فى هذا الاعتبار..”

عباس محمود العقاد

Explore This Quote Further

Quote by عباس محمود العقاد: “والحقيقة الرابعة : أن الآديان الكتابية بينها فرو… - Image 1

Similar quotes

“فإذا أخطأ من يقحم القرآن فى تأييد النظرية العلمية قبل حدوثها, فمثله فى الخطأ من يقحم القرآن فى تحريمها و هى بين الظن و الرجحان, و بين الأخذ و الرد , فى انتظار البرهان الحاسم من بينات العقل أو مشاهدات العيان .و قد أخطأ هذا الخطأ جهلاء الدين و العلم الذين حرموا القول بدوران الأرض , و هو أثبت من وجودهم على ظهرها , و أخطأ مثلهم من حرموا القول بجراثيم الوباء و هى- فيما تبين بعد-إحدى حقائق العيان”


“فالدين الإسلامي دين لا يعرف الكهانة ولا يتوسط فيه السدنة والأحبار بين المخلوق والخالق، ولا يفرض على الإنسان قربانا يسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولي متسلط أو صاحب قداسة مطاعة ،فلا ترجمان فيه بين الله وعباده يملك التحريم والتحليل ويقضي بالحرمان أو بالنجاة، فليس في هذا الدين إذن من أمر يتجه إلى الإنسان من طريق الكهان،ولن يتجه الخطاب إذاً إلا إلى عقل الإنسان حرا طليقا من سلطان الهياكل والمحاريب أو سلطان كهانها المحكمين فيها بأمر الإله المعبود فيما يدين به أصحاب العبادات الأخرى .. " فأينما تُولوا فثمّ وجه الله" ، لا هيكل في الإسلام ولا كهانة ..ودين بلا هيكل ولا كهانة لن يتجه فيه الخطاب - بداهة- إلى غير الإنسان العاقل حرا طليقا من كل سلطان يحول بينه وبين الفهم القويم والتفكير السليم ..كذلك يكون الخطاب في الدين الذي يلزم كل إنسان طائره في عنقه ويحاسبه بعلمه فلا يؤخذ أحد بعمل غيره.. "ولا تزر وازرة وزر أخرى" ،"كل امرئ بما كسب رهين" و"أن ليس للإنسان إلا ما سعى أن سعيه سوف يرى"..فاذا كان في الأديان دين يجتبي الفبيلة بنسبها أو يجتبي المرء من مولده ﻷنه مولود فيها ،أو كان في الأديان دين يحاسبه على خطيئة ليست من عمله، (فليس في الإسلام إنسان ينجو بالميلاد أو يهلك بالميلاد،ولكنه الدين الذي يوكل فيه النجاة والهلاك بسعي الإنسان وعمله ، ويتولى فيه الإنسان هدايته بفهمه وعقله، ولا يبطل فيه عمل العقل أن الله بكل شيء محيط فإن خلق العقل للإنسان لا يسلبه القدرة على التفكير ولا يسلبه تبعة الضلا والتقصير)..وعلى هذا النحو يتناسق جوهر الإسلام ووصاياه. وتأتي فيه الوصايا المتكررة بالتعقل والتمييز منتظرة مقدرة لا موضع فيها للمصادفة ولا هي مما يطرد القول فيه متفرقا غير متصل على نسق مرسوم .فإنها لوصايا ((منطقية)) في دين يفرض المنطق السليم على كل مستمع للخطاب قابل للتعليم ، وهكذا يكون الدين الذي تصل العبادة فيه بين الإنسان وربه بغير واسطة ولا محاباة ويحاسب فيه الإنسان بعمله كما يهديه إليه عقله، ويطلب فيه من العقل أن يبلغ وسعه من الحكمة والرشاد.”


“عمر يعد رجل المناسبة الحاضرة فى هذا العصر الذى نحن فيه لأنه العصر الذى عاشت فيه عبادة القوة الطاغية وزعم الهاتفون أن البأس والحق نقيضان فإذا فهمنا عظيما كعمر بن الخطاب فقد هدمنا دين القوة الطاغية لأننا سنفهم رجلا كان فى غاية البأس وغاية فى العدل وغاية فى الرحمة ”


“لن تتحرك أمة الا اذا فتحت أمامها باب المستقبل , ولن تلتفت الى الماضى الا اذا كان فيه التقاء بالمستقبل , ولن تعيره الحياة الا هو وهو مبعوث من جديد فى صورة الخلق الجديد ليذكر هذا من يحاورن فى امر العالم اليوم وهو غارق فى دمائه , ضائق بحاضره , معرض عن ماضيه”


“مواجهة الحقيقة من أصعب المصاعب فى هذه الدنيا,"أولاً"لأننا فى الغالب لا نعرف ما هى الحقيقة.و "ثانياً"لأننا فى الغالب لا نحب أن نعرفها إلا مضطرين,حين نيأس من قدرتنا على جهلها,و نشك ثم نشك ثم نرى اّخر الأمر أن الشك أصعب و أقسى من مواجهة الحقيقة و الصبر عليها.و "ثالثاً" لأننا إذا عرفناها ففى الغالب أنها تكلفنا تغيير عادة من العادات,و ليس أصعب على النفس من تغيير ما اعتادت..فالموت نفسه لا صعوبة فيه لولا أنه يغير ما تعودناه,و فراق الموتى لا يحزننا لولا أنه تغيير عادة أو عادات كثيرة.”


“غــِـناك َ فى نفسـِـكَ ، و قيمَتـِك فى عمــَلـِـك ، و بواعثـُك أحرى بالعناية من غاياتك ، و لا تنتظر من الناس كثيرا ً”