“كيف يمكنك أن تصف رائحة انسان؟ أن تعتقها، أن تحتفظ بها فى خزانة آمنة فى الذاكرة، أن تخبئها بعيداً عن التلف و النسيان و التشبع بالآخرين؟”
“هنا فى رأسى فقط، أشعر كما لو أنى أعيد بنائى لبنة لبنة، أتحكم بما سأسمح له بالتسرب إلىّ، و ما سأمنعه من دخولى. غيابى: أن ألجم رغبتى فى ابتلاع العالم، مقنعة إياى أنى سأغصّ به عاجلاً، العالم صعب، و علىّ أن أتعلم كيف أتركه يمر من جوارى، لا أن يدخلنى بصلف، و الآخرون، الآخرون على الدوام، حذرى الأول و سبب مخاوفى، لا أريد لأحد أن يلمسنى، لا أحد، و لا شىء كذلك. العزلة مطمئنة إنها تعطينى مساحة كافية لأقترب ما شئت و ابتعد ما شئت، أن تختار عزلتك، لا يعنى أن تكف عن الحضور فى قلب العالم، إنها فى أبسط اشكالها، تعنى أن تحضر باختيارك، و أن تباشر حضورك ضمن حدودك الخاصة بحيث لا يسع أحداً أن يسرقك من ذاتك على غفلة، أو يشكل وجهك وفق ما يريد، أو يؤذيك أو يلوى عنق بوصلتك.”
“العالم صعب , وعُلي أن اتعلَم كيف اتركه يَمر من جواري .. لا أن يدخلني بصلف والآخرون الآخرون على الدُوام , حُذُري الأول وسبب مُخُاوفي.. لا اريد لأحد ان يلمسني .. لا أحد ولا شي كذلك ..”
“فى العالم الافتراضى فرصة سانحة ليفرغ الجميع صناديق قمامتهم على أبواب جيرانهم، مثلما فيه فرص ليغتسل الواحد من اوساخه. العالم الافتراضى يأخذ طريقه ليشبه العالم الحقيقى يوماً بعد يوم، أكثر فأكثر، و لذا يفقد بريقه القديم و يكف عن أن يكون وطناً أو حلماً صغيراً، و لم لا يفعل و هو يدار بالعقول نفسها التى تدير الأرض و تصوغ عالمها.”
“أنتقل إلى عالم أعلى, أغيب وأتتبع دهاليز وبوابات وممرات سرية لا توجد إلا في عقلي أتتبع تفاصيلها ومعطفاتها محاولة أن ألتصق بها ان أفرك عليها أصابعي فأجلوا حقيقتها”
“أشتهي الموت لولا كلّ هذا الخوف من شكل العالم هناك”