“كأن هذا الحب قد ضرب بيننا وبين الحقائق بسورٍظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ،فكل ما رأيناه رأي العين من فرح الأشياء ولذتهاعلمناه في علم أنفسنا أوجاع مكابدة وآلام حرمان !”
“ما أكثر الأشياء التي كان من السهل الإقدام عليها لولا تلك الاعتراضات التي يتفنن الانسان في ابتكارها لنفسه وكثيرا ما حيل بيننا وبين هذا العمل أو ذاك لأننا قد سمعنا صوتا من داخلنا او من المحيطين بنا يقول لنا :اننا لن نقدر عليهولو لم نسمع هذا الصوت ونستجيب له لكشفت لنا التجربة عن نيله والفوز به ”
“دع عنك إذن حديث الساسة عن الدين والدولة. وسلم معهم بالدين، أما الدولة فأمر فيه نظر، وحديث له خبئ، وقصد وراءه طمع، وقول ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.”
“هكذا شأن كافة الحقائق المسجلة الصغيرة منها والكبيرة فكل شيء يتلاشى في عالم من الظلال إلى حد يصبح معه حتى تاريخ السنة مشكوكا فيه.”
“فإن كل لذة الحب، وإن أروع ما في سحره، أنه لا يدعنا نحيا فيما حولنا من العالم، بل في شخص جميل ليس فيه إلا معاني أنفسنا الجميلة وحدها، ومن ثم يصلنا العشق من جمال الحبيب بجمال الكون، وينشئ لنا في هذا العمر الإنساني المحدود ساعات إلهية خالدة، تشعر المحب أن في نفسه القوة المالئة هذا الكون على سعته”
“إن ساعة من ساعات هذا الضعف الإنساني الذي نسميه (الحب) تنشئ للقلب تاريخا طويلا من العذاب”