“في وقت من الأوقات لم يكن أحد.كان الهواءُ يتنفّس من الأغصانوالماء يترك الدنيا وراءه.كانت الأصوات والأشكال أركاناً للحلم،ولم يكن أحد.لم يكن أحد إلاّ وله أجنحة.وما كان لزومٌ للتخفّيولا للحبّولا للقتل”
“لي حبيبة يا صديقي، نام بها الشتاء وأفاق فتيّاً، كمجهول قادم من الزهد صوب النار، خالعاً أقفال الاقتصاد والعزلة، يركض كقطعة الذهب المدوّرة إلى مساء الهَمّ وفجر الطيّبة”
“ويشتد غضبك وتقول لي: أنت تضحك من نفسك! ولدٌ أنت! كل النساء زانيات، فلنرض بهذا! الخيال شيء، والواقع آخر، فلنواجه الواقع حتى لا تصرعنا الخيبة!ولكنك مخطئ يا صديقي، بنسبة ما أنت محق، بنسبة ما أنت خائف...”
“لم يُؤذ ولم يأثم.ومع هذا لم تكن أيامه خفيفة. لم يعتقد أن الرذيلة ذكاء إنما آمن بأن الرذيلة غباوة. قال إن العُهر بشع ورمى العفونة. لم يُؤذ ولم يأثم. كان ذا حنان جهنميّ وبراءة وحشية.”
“يختزن الفولكلور من حقائق الشعوب وأحلامها ما لا تستطيع العلوم الاجتماعية والإنسانية الحدس به.”
“مع السينما ظهر كمالُ الموسيقى وتفوّقها حتّى لمَن لا يريدها. لنتصوّر فيلماً بلا موسيقى يسمّونها «تصويريّة» وهي في الواقع روح الفيلم لا غلافه.لنتصوّر القدّاس بلا ألحان والكنيسة بلا أرغن أو بيانو أو جوقة. لنتصوّر خَيالنا السارح سارحاً بلا خلفيّته الموسيقية السليقيّة، تلك الأنغام المنبعثة من نخاع النخاع، كبخار الأرض قبل التكوين، السابقة للنطق، الموجودة قبل النطفة في الأحشاء.”