“في الواقع, إن العودة إلى الأصول, هي "عودة إلى الأشكال". والحال, فإن الألف سنة التي توقظ الأمل لدى الجماهير الشعبية بعصر ذهبي, إنما توجه هذا الأمل شطر تعابير رمزية عن هذا الرجوع: محرمات كسائية أو عبادية تحول شرطا جميلا وصحيا من شرائط الطهارة إلى طهرانية شكلية.من هنا, كان عجز الأصوليين عن تكوين مشروع مجتمعي, تكوين فقه القرن العشرين.”
“ بل أصبحت عاجزة كل العجز عن أن تخلو إلى نفسها في يقظة أو نوم، إنما هي مستصحبة هذا الشاب إن حضر و مستصحبة هذا الشاب إن غاب. لا تهم بالخلوة إلى ضميرها حتى تجد صورته ماثلة فيه، ولا تمد عينها إلا رات شخصه”
“إن هذا الدين لا يصلح آخره إلا بما صلح أوله؛ أن نسعى في تكوين الفرد المسلم، حتى إذا كان، انبعث هو انبعاثاً ذاتياً إلى تحقيق نظام الإسلام.”
“يعتقد بعض الناس أن العودة إلى الدين هي الإجابة ! لا بوصفها فعلا من أفعال الإيمان , بل للهروب من شك لا سبيل إلى احتماله , وهؤلاء لا يتخذون هذا القرار تعبدا , بل بحثا عن الأمن”
“إن التوجيه الديني الذي تضطلع به القيادات الدينية ولا سيما أولئك الذين يتحركون كموظفين لدى هذه الجهة السياسية أو تلكلا يحاول أن يربط الناس بالعقلسواء في فهمهم للقضايا واتخاذهم للمواقفأو في تحديدهم لخط السير والحركةما نجده ـ في الغالب من الخطاب الديني والمذهبي ـانه يتحرك في السطح لا في العمقوالشكل لا المضمونوهذا ما يؤدي إلى أن تعتاد الجماهير على هذا النمطحتى يصبح منهجاً متّبعاً في كل شؤونهاوإذا كان هذا شأن الخطابين الديني والمذهبي،فإن غالب الخطاب السياسي ـ في عالمنا ـ لا يتحرك بعيدا عن السطحية والشكلية والاستخفاف بعقول الناسحتى أدمن الناس هذا الخطابفرجموا الذين يتحركون في العمق، ويخاطبون عقول الناس لا غرائزهمباللاواقعية، أو بالخيانة، أو ما إلى ذلكوأخطر ما في الأمرأن بعض الجهات التي تبوّأت مواقع التوجيه الديني أو السياسيوالتي لا تملك كفاءتهاتعمل على استغلال إخلاص الجماهير للعناوين والقضايا الكبرىلإبقائها ـ أي الجماهير ـ في السطحوذلك لأن الجماهير إذا تحرّكت في العمق، واكتشفت مواقع الخلل لدى هذه الجهاتسحبت اعترافها بشرعيّتها وقداستها”
“كم كان طويلاً هذا الغياب وذلك الصمتوكأن في فترة غيابي كنتُ أعيش زمناً آخر غير الذي كان فعدت محمّل بحقيبة غير تلك التي حملتها معي وأنا راحل إلى حيث لا اعلم فكم هي مريحة العودة إلى الوطن ونفسي الممتلئة بالحديث عن آخر رحلاتها فلا رحيل بعدها فأحيانا نحتاج لغيابٍ نعود من بعده أقوى من ذي قبل وأكثر حبا لمن نحب”