“ما هو التصوُّف ؟ * التصوُّف هو الدخول في كل خُلُقٍ سَنيّ , والخروج من كل خُلُقٍ دَنيّ * هو استرسال النفس مع الله فيما أراده الله ..”

“مَنْ هو الصُّوفِيُّ ؟ الصُّوفِيُّ هو مَنْ صفا من الكَدَر , وامتلأ من الفِكَر , وانقطع إلى الله من البشر , واستوى عنده الذهب والْمَدَر , .. فعبادته عبارة عن تفكر في الله , وفى الخلق , وفى الملكوت , وهو مع الله دائماً في الخلوة , وغي الجلوة يتكلم مع الناس بظاهره , وقلبه دائماً مع الله . ـ”

“التصوُّف أوَّله عِلْم , وأوْسَطه عَمَل , وآخرهُ موهبة ..”

“الصُّوفِيٌّ هو مَنْ قام بالله على قلبه , وقام بقلبه على نفسه , بمعنى أنه قائم بأمر الله ونَهْيه على قلبه فهو يأتمر بأمر الله .. ولما كان القلب هو مَلِكُ الجوارح فمعنى ذلك أنه قائم بقلبه على نُفْسه التي هي محل الشَّهَوات ..”

“إن من عناية الله عز وجل بخلقه أن جعل القرآن محفوظاً في كل العصور بأن قيض في كل عصر حُفاظاً مُتقنبن ، وعلماء محققين اختصهم بحفظه ونقله وروايته ودراسة علومه وفنونه من جهة أحكامه ، وإعرابه ، وبلاغته وإعجازه ، وقصصه وأخباره”

“يقول ابن عباس منبَّهاً : ( قد يشرك أحدُكُم كَلْبَهُ مع الله , قالوا : : كَيف ذلك ؟! قال : أن يقولَ الرَّجُلُ : لولا الكلب لسُرِقْنَا البَارِحَة ) .. وهذا ما يقع فيه الناس بقولهم : لولا الطبيب لمات المريض .. لولا الدواء ما شفى فلان .. لولا تفكيري السليم وتدبيري لخسرت التجارة .. وهكذا .. فكلمة " لولا " في مثل هذه الأمور توحي بالشرك , فالله تبارك وتعالى هو الفعال لما يريد , ولا يقع في ملكه إلا ما يريد .”

“الصُّوفِيٌّ هو مَنْ تمسَّك بالحقائق , و يَئِسَ مما في أيدي الخلائق .ـ”