“أسّ البلاء في مجال الفكر هو أن يجتمع السيف والرأي الذي لا رأي غيره في يد واحدة، فإذا جلا لك صاحب السيف صارمه، وتلا عليك باطله، زاعماً أنه هو وحده الصواب المحض والصدق الصراح، فماذا أنت صانع إلا أن تقول له "نعم" وأنت صاغر؟”
“والتطرف في الفكر والعقائد ، ما هو؟ هو أن تختار مسكنا فكريا و عقائديا لتقيم فيه راضياً عن نفسك و لكنك لا تريد لغيرك أن يختار لنفسه ما يطيب له من فكر و عقيدةبل تلزمه إلزاما - بالحديد و النار أحيانا- أن ينخرط معك تحت سقف فكري واحد.”
“ومن ثم يكون معني التطرف يا صاحبي هو أن يأخذ المسلم بطريقة معينة في الفهم أو قل بمذهب معين ثم يعلن أنه هو وحده الصحيح و قد أخطأ ىلآخرون”
“الأصل في الفكر – إذا جرى مجراه الطبيعي المستقيم - هو أن يكون حواراً بين " لا " و " نعم " وما يتوسطهما من ظلال وأطياف، فلا الرفض المطلق الأعمى يعد فكراً ولا القبول المطلق الأعمى يعد فكراً، ففي الأول عناد الأطفال، وفي الثاني طاعة العبيد.”
“وليكن معلوماً أن تقيد حرية الفرد هو - في الوقت نفسه - تقييد لما كان يمكن أن يبدعه .”
“لقد أدركت أن العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة أشد ميلا بحكم ثقافته إلى العبارات المثيرة للوجدان، منه إلى العبارة المستندة إلى عقل،و أدركت فوق هذا وذلك أن في مقدمة الإصلاح أن نربي الأجيال الجديدة على وقفة يفرق لنفسه فيها بين ما هو عام فيحيله إلى العقل وادواته وما هو خاص فلا بأس عندئذ في الركو إلى لغة الشعور.”
“معنى الحرية الدينية ليس بالضرورة أن أخرج على ما يعتقده الناس ، بل معناه أن أعرف هذا الذي أتبعه من عقيدة، أن أعرفه بالتفصيل حتى لا أستند إلى أحد في شرحه لي.”