“قررت إدارة السجن أن تشرع أبواب المكتبة يوما ً واحدا ً في الأسبوع لكل السجناء ، غير أنه كان من النادر أن ترى سجينا ً غير سياسي ّ يرتاد المكتبة ، فخلا لنا الجو ، وفتحت الكتب لنا صدرها ، وكشفت عن ذراعيها ،وقالت لنا بكل شوق : هيت لك !! ..فقلنا لها هاتِ لنا !!”
“ما كان لنا أن ننام مدججين بالسلاح هكذاما كان لنا أن نحشو البنادقأين الحرب ؟ما كان لنا أن ندخن التبغما كان لنا أن نطفئ الشمعحزن يقتاتما كان لنا أن نهجر السكونما كان لنا أن نعتق الصمتلم نفز ذات يوم بذاك القلب!”
“كان هاجسنا كيف يمكن لنا أن نقضي أيامنا من غير أن نتطلع إلى الغد، وإن فعلنا فعلينا أن نمضغ كثيرًا من الأحلام الصغيرة والكبيرة في انتظار أن يأتي ذلك اليوم البعيد.”
“أكان السجن تأجيلاً لزمن ليس لنا؟! أكان السّجن غابةً دخلناها سهواً فيما هي في الأساس أُعدت لغيرنا؟! أكان قلعةً بُنٍيت على أساس الوهم ووجدنا فيها انفسنا ذاتَ حُلم ؟! أم أنه كان لنا وكنّا له منذُ أن وُلدنا ؟!”
“سعداء كنا ،ولم يستطع أن يغفر لنا الناس ارتكابناجرم السعادة ... كان لنا ربيع في قحط شتائهم ...وكان لابد من عقابنا ...وتم اعدام قلبي - السنونولأنه طار بعيدا عن قبيلة الغربان ةالشتاء والروتين ،واحترف البحث عن الربيع والدهشة ...”
“الذي يقول أن الإنسان مجموعة وظائف فيسولوجية مادية لا غير، عليه أن يفسر لنا أي يذهب ذلك الإنسان في لحظة النوم؟”