“نستقبل الإمتحانات بحفظ الصفحات , و أرقامها , و شكل المفردة حين يصيبنا الإعياء من نطقها جيدا , كنا نحفظ كل شيء معادلات الرياضيات , تركيبة عنصر كيميائي , قانوناً فيزيائياً , كل مقرر هو مادة للحفظ , مادة لاستعادة البلادة الأولى ,بلادة أولئك الذين يتابعون الشعراء في بلاط الحكام , والخلفاء , وحفظ قصيدة مدح كاذبة قيلت في سلطان لا يفهم من الدنيا سوى الاستمتاع بسماع التبجيل , والتأليه , نحن حفاظ نعيد سرد أبيات قصيدة واحدة مكررة عبر الزمن , نرددها , ولا نعرف من معانيها شيئا , مهمتنا الإمساك بجرسها الموسيقي , و عندما يختل نستلهم قدرتنا البصرية , فنحفظ أشكال الكلمات , و أمام ورقة الامتحان نتخبط في كتابة ما حفظنا .”
“لا شيء يبقى في الوجود ثابتاً . كل شيء يغور و يضمحل , و يتلاشى , و يغدو أثراً باهتاً في ذاكرتنا التي لا تنجو - ايضاً - من التشقق و الصدأ .”
“نحن لا نستسلم للفقد بسهولة , حينما نفقد شيئا نلمحه يدب تحت أهدابنا , نلمحه كما نختزنه في ذاكرتنا هامشيا غير ذي بال , يتحرش بأصابعنا , فنذبه في كل حين حتى إذا احتجنا تلمسه غاب من بين أحداقنا , و بقي مدلى في سقف ذاكرتنا , و كلما حاولنا استرجاعه أمعن في الغياب فنمعن في أوهامنا بأنه لا زال يتلعثم بين أصابعنا .”
“في النوم تتواجد في كل نقاط الدنيا ترى ما لا يرى و تقول ما لا يقال , حتى عذابك يغدو ممتعا , يمكنك أن تفزع و تنهض ووجيب قلبك يصل إلى الحلقوم و عندما تكتشف أنك كنت صيدا لكابوس وخيم , تعود لتستلذ بذلك العذاب !!”
“تمنحك الحياه سرها متاخرا حين لا تكون قادرا على العوده للخلف، و مسح كل الاخطاء التي اقترفتها و حين ترغب في تمرير سرها لمن يصغرك لا يستجيب لك كونه لا زال غرا بما تمنحه الحياه من تدفق في اوردته ..”
“إننا نعيش حياة سمجة يصنعها الآخرون، و نصعق عندما نكتشف بأننا حجارة لعب في أياديهم، مع العلم أننا كنا نعرف ذلك تماما و لكن في غمرة اللعب ننسى الحقيقة و نعيش في الوهم.”
“للقلب خفقة واحدة في حياته و بعدها تتساوى كل الخفقات”