“لقد بعث محمد (ص) في العالم تدافعا اجتماعيا حرك الاذهان و أنمى الحضارة. و كان المجتمع الإسلامي في أول أمره كالمرجل يغلي فتنبعث منه الأفكار الجديدة و الحركة الدافقة. و لكن السلاطين أخمدوا أنفاسه و خدروا عقول الناس بالمواعظ الرنانة التي من شأنها تبرير عمل الحاكم و وضع اللوم على المحكوم.”
“كل مجتمع يتكون من ثلاث مكونات هي : الأفكار و الأشخاص و الأشياء . المجتمع يكون في أوج صحته و عافيته حين يدور الأشخاص و الأشياء في فلك الأفكار الصائبة . و لكن المرض يصيب المجتمع حين تدور الأفكار و الأشياء في فلك الأشخاص ، و ينتهي المجتمع إلى حالة الوفاة حين يدور الأفكار و الأشخاص في فلك الأشياء .”
“كل ما هنالك من فرق ان غيرنا انتفع بما يملك و أتاح الفرصة لبقائه و نمائه ، و عملت الحرية الموفورة عمل الآشعة في إنضاج الرزع و عمل المياه في إمداده بالنضارة و الحياة أما في أرجاء العالم الإسلامي فإن الحكم الفردي من قديم أهلك الحرث و النسل و فرض ألوان من الجدب العقلي و الشلل الأدبي أذوت الأمة و أقنطت الرجال”
“الغلو في العقيدة يصاحب النزعة الثورية غالبا. ذلك لأن الأفكار الرصينة و العقائد المعتدلة باردة بطبيعتها فهي لا تدفع الناس إلى الحركة و لا تشجعهم على المجازفة و ركوب الخطر في سبيل مبدأ من المبادئ.”
“ما أحكم الإمام مالك رضي الله عنه، حين قال لأبي جعفر و قد أراد أن يحمل الناس على الموطأ:(إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم تفرقوا في الأمصار، و عند كل قوم علم، فإذا حملتهم على رأي واحد تكون فتنة.) و ليس العيب في الخلاف و لكن العيب في التعصب للرأي و الحجر على عقول الناس و آرائهم.”
“أهلا بالديكتاتور القمعي الذي يحول دولة متخلفة إلى دولة عظمى علميا و اقتصاديا و اجتماعيا في وقت قياسي لكن الإنجاز يجب أن يسبق القمع و في الألفية الثالثة الحاكم العظيم لا يحتاج القمع”