“إن الفنان ليس محرر تقارير , إنما هو مقرر عواطف و مشاعر , و ليست الأمانة المطلوبة منه هي في نقل الحوادث و الوقائع , إنما هي في نقل الإحساسات الدقيقة و المشاعر الصادقة إلى جميع النفوس . و هو بعد ذلك حر في إختيار الوسائل و الوقائع و الطرق و الأساليب التي توصله إلى هذه الغاية .”
“عزازيل اين كنت ؟أفهمني أنه كان و سيظل حولي و ان العالم الحقيقي انما هو في داخلي و ليس في الوقائع التي تثور و تهدأ و تنتهي لتبداأو يبدأ غيرها ,”
“و ربما كانت أشيع خطايانا هي الجزافية في التعبير .. الجزافية في التعبير عن الحب .. و المبالغة في كلمات الإعجاب .. و الإسهال في لغة الصداقة .. و الغِلظة في الخصومة .. و الحِدّة في الإدانة .. و التَرَخُص في الإتهام .. و التجاوز في التجريح .. و كلها كلمات نطلقها بلا تَحَسُب فتتحول بعد خروجها إلى طاقة مجنونة لا سلطان لنا عليها ..فتُدمي قلوباً .. و تَفصِم روابط .. و تُزلزِل نفوساً ..و ينكر الأخ أخاه .. و الحبيب حبيبه ..و لا يعود كل منا هو هو ..و ننظر إلى بعضنا البعض كأننا غرباء افتقدوا الألفة .و إذا بصديق الأمس " الإنسان النادر " قد أصبح خصيم اليوم .. " الإنسان الرخيص " المهلهل السيرة .. لمجرد تباديل و توافيق في لعبة الكلمات ، و تباديل و توافيق في الأشخاص ..و بلا حُجة سِوَى حُجة القلوب التي تتقلب مع هَوى اللحظات .و يهمس الواحد في نفسه .. لا أصدق أنها هي هي التي تتكلم .. مستحيل .. هذه امرأة لا أعرفها تكلم رجلاً آخر لا أعرفه .و كان أكثر احتراماً لنا أن نراقب أنفسنا في الكلمة التي نطلقها حتى لا تستهوينا لذة العبارة .. و حتى لا يسرقنا سِحر الألفاظ فنتبادل حُباً هو عداوة .. و نزاول عداوة هي حب .. و نغرق في كلمات هي تَرف ..و يلوذ الواحد منا بالآخر فيطمئن إليه و هو لواذ القلق بالقلق ..و لكن خيمة الألفاظ الحانية هي التي نشرت هذا العطر الخادع المخدر للحواس فأوحت للإثنين بأن كلاً منهما قد وجد السكن .. و ما هو بسكَن ..و إنما هو مجرد محطة استراحة من لهاث الحياة العقيم .”
“الإيمان شجرة ثابتة في أرض القلب و العلم هو الأصول و العروق لتلك الشجرة و العبادة هي فروع تلك الشجرة و ثمرة هذه الشجرة هي... الأخلاق. يقول النبي: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
“الله لا يلزم أحد بخطيئة و لا يقهره على شر .. و إنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخليه فيكون فعله هو ذاته .. و ليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر .. لأن هذه الطبيعه هي التي نسميها أحياناً الضمير و أحياناً السريرة و أحياناً الفؤاد و يسميها الله ((السر )) (( يعلم السر و أخفى ))”
“إن الرجل سر حياة الأمم و مصدر نهضاتها، و إن تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس و الإرادات. و إن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة. و إني أعتقد - و التاريخ يؤيدني - أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته، و في وسعه إن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء.”