“مات القرآن في حسنا . . أو نام . . ولم تعد له تلك الصورة الحقيقية التي كانت له عند نزوله في حس المسلمين . ودرجنا على أن نتلقاه إما ترتيلا منغما نطرب له , أو نتأثر التأثر الوجداني الغامض السارب ! وإما أن نقرأه أورادًا أقصى ما تصنع في حس المؤمنين الصادقين منا أن تنشىء في القلب حالة من الوجد أو الراحة أو الطمأنينة المبهمة المجملة!”
“اننا نريد من كل واحد منا أن يفكر هل يمكن أن يقدم نموذجاً في الحفاظ على الوقت أو النهم في القراءة, أو الحرص على صلاة الجماعة أو في الصدق أو التواضع أو خدمة الالاخوان أو بر الوالدين أو الغيرة على حرمات الله تعالى أو نصح المسلمين؟”
“ها نحن نتباعد عن بعضنا أكثر فأكثر كل يوم وكأننا شظايا تتناثر في الفضاء ، ويعجز الواحد منا أن يسمع الآخر أو يوصل إليه رأيا أو يلقي له أذنا أو يفتح له قلبه !”
“أن تعبد الله مخلصاً له الدين, وهي المتلازمة الثلاثية التي تفسر معنى الإخلاص ومن ثم معنى النية, لا في الصلاة فقط, ولكن في الحياة كلها, أن تعبده مخلصاً له الدين, يعني أن رؤيتك للحياة تتطابق- أو تحاول أن تتطابق- مع سلوكك وعملك فيهما, وأن الدين لا يسكن على رفوف الكتب أو في رأسك فقط, بل مكانه الحقيقي يجب أن يكون فيما تفعله, وما تنتجه .. في أن تؤدي ما خلقت من أجله, على هذه الأرض ..”
“فالدنيا درجات .. والناس درجات .. وكل متحرك له درجات .. أما الثابت فهو على درجة واحدة ..فهل الكبرياء ..شيء ثابت أم متحول ؟؟الكبرياء .. إنها شيء نسبي لاشك في ذلك.. عادة متوارثة عند بعض الشعوب.. ومعدومة عند شعوب أخرى ..لكن الكبرياء، عند الاحتكاك بالعالم الأسود، علام الجوع والفقر والجهل والذلة تتحول.. تتجوف.. أو تتضخم ..فإما أن تصبح ثورة، وإما أن تصبح إذلالاً.. والثورة إما تنجح أو أن تُميت .. والإذلال إما أن يخلق عبدأَ دائماً أو ثائرأً متطرفاَ..وهكذا .. يعود النقيضان المتولدان من انفصام الكبرياء.. إلى التجمع مرة ثانية في فكرة واحدة ، ثابتة، هي استرجاع الكبرياء بواسطة القوة ..”
“لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس ، أن تقابل أيّ شخص بسيط أو هام جداً، دون أن تشعر بالخجل.هناك من لا يستطيع اليوم أن يمشي خطوتين على قدميه في الشارع ، بعدما كانت كلّ الشوارع محجوزة له . وكان يعبرها في موكب من السيارات الرسمية”