“ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارانا؛ فـ علمت أن الحياة لا تزال بخير ..أنظر إلي جذعها القوي المعتدل؛ وإلي عروقها الضاربة في الأرض؛ وإلي الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها..فـ أُحس بالطمأنينة؛ أُحس أنني لست ريشه في مهب الريح ..ولكنني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل؛ له جذور؛ له هدف ..موسم الهجرة إلى الشمال”
“نعم الحياة طيبة والدنيا كمحالها .. لم تتغير موسم الهجرة إلى الشمال”
“باختصار علمت أني له وأنه لي.. لقد اختارنا الكون لنكون معاً منذ أن كنا ذرات في عالم الأرواح.. ولأني شعرت بذلك صرت أتمنى بشدة أن أكون له إلى الأبد..”
“إن الإنسان لا يخاف الموت ، إذا كانت له قضية يفنى منأجلها ،فـ إنها تخلق في نفسه القوة ، وسـ يموت مطمئن الضمير ، حتما ،إذا كان يحس بـ أن الحقيقة إلى جانبه ... ومن هنا تأتي البطولة !”
“أصل المتاعب مهاردة قرد ! تعلم كيف يسير على قدمين فحرر يديه , وهبط من جنة القرود فوق الأشجار إلى أرض الغابة وقالوا له عد إلى الأشجار والا أطبقت عليك الوحوش فقبض على غصن شجرة بيد وعلى حجر بيد وتقدم في حذر وهو يمد بصره إلى طريق لا نهاية له.”
“!ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئاً أحياناًلو كنت مثل شجرة البامبو.. لا انتماء لها.. نقتطع جزءاً من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماضٍ.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى.”