“وقد نعى القرآن على قوم أغلقوا عقولهم على رأى فلم يفهموا سواه ولم يفكروا فيما عداه زاعمين أن الخير فيه وحده فقال فيهم (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). يجب ألا نأخذ رأينا كقضية مسلمة، ولا أن نقبل كلام غيرنا دون مناقشة وتدبر.بل يجب أن نبحث عن الحق، ونجتهد فى الوصول إليه، فإذا عرفناه عرفنا الرجال على ضوئه وصادقناهم أو خاصمناهم على أساسه . إن المسلم الصادق هو الذى يعرف الرجال بالحق، أما أولئك الذين يعرفون الحق بالرجال ويثقون فى أى كلام يلقى إليهم لأنه صادر عن فلان أو فلان ، فهم أبعد الناس من فهم الإسلام، بل هم آخر من يقدم للإسلام خيرًا أو يحرز له نصرًا.”
“- يجب ألا نأخذ رأينا كقضية مسلمة، ولا أن نقبل كلام غيرنا دون مناقشة وتدبر، بل يجب ن نبحث عن الحق، ونجتهد في الوصول إليه، فإذا عرفناه عرفنا الرجال على ضوئه، وصادقناهم أو خاصمناهم على أساسه.”
“{قل هل ننبأكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}”
“الإسلام يكره أولئك الذين يعيشون فى الدنيا أذنابا ٬ تغلب عليهم طبائع الزُّلفى والتهافت على خيرات الآخرين ٬ ويحبون أن يكونوا فى هذه الحياة كالثعالب التى تقتات من فضلات الأسود .إن المسلم أكبر من أن يربط كيانه بغيره على هذا النحو الوضيع ٬ بل يجب أن ينأى عن مواطن الهُون ٬وأن يضرب فى فجاج الأرض يبتغى العزةوالكرامة”
“الدين لايسكن على رفوف الكتب أو في رأسك فقط، بل مكانه الحقيقي يجب أن يكون فيما يجب أن يكون أو في ماتفعله، وماتنتجه .. في أن تؤدي ماخلقت من أجله على هذه الأرض”
“فإن الإنسان المحرر ماديا وأدبيا، هو وحده الذى يصدر فى أعماله، عن مبدأ ثابت، ويتجه فى سلوكه إلى فكرة واضحة، وهو وحده الذى يخدم المثل العليا، ويبتعد فى تصرفاته عن مواطن الملق والزلفى والصغار. أما الذين تغلب على طبائعهم أخلاق العبيد، فهم يهدأون ويتحركون مرضاة للأشخاص، وهم يجتهدون للالتحاق بركب من ركاب السادة، أصحاب الثروة والسطوة، يعملون لهم ويعيشون فى دائرتهم، ويندفعون أبدا مع تيارهم. لا يعرف هؤلاء إخلاصا لله أو تضحية فى سبيله، ولا تقديرا للحق أو احتراما لرجاله.!! وإذا كان شرف النفس الإنسانية أن تعتنق هدفا نبيلا ثم تفتديه.. فإن أولئك عبيد الأصنام الحية من البشر!.”