“أترين هذه الشريحة؟ حين كنت أضع المربى فوق الزبدة تذكرتُ أخي الصغير.. كان يعتقد دائما أنّ وضع المربى فوق الزبدة هو نوع من قلّة الذوق، فأنت إمّا أن تأكل زبدة أو تأكل مربى و لا يجوز أن تأكلهما معا لأنّك، عند ذاك تكون قد عبّرتَ عن احتقار لكرامة الزبدة أو لكرامة المربى..كان، و أعتقد أنّه ما يزال يعتقد بأن الزبدة نوع من المأكل الذي يحتوي على كل العناصر التي تجعل منه شيئا قائما بذاته لا يجوز الاستهانة به. ”
“الإنسان حيوان له تاريخ ! ما معنى ذلك ؟ معناه أن الميزة الأولى التي تميز الانسان من غيره من المخلوقات هي أن كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه و يستفيد منها ، و إنه بهذه الميزة وحدها يتطور . و على العكس من ذلك الحيوان ، فالأسد أو القط أو الكلب الذي كان يعيش في الأرض منذ ألف سنة لا يمكن أن يختلف عن سلالته التي تراها اليوم في الصفات و الطباع و نوع الحياة”
“دعني أدللك على طريقتي؛ أصنع لك شطائر البيض بمربى التوت، أضع قليلاً من الزبدة لتصبح طرية كتلك الـ ( أحبكِ ) المنسابة من شفتيك.”
“على عيني يا " إبراهيم"، و لكني أردت أن أُجنبك هذا المصير. لا أريد أن تهجرك امرأة من أجل الشحم الموجود تحت جلدك أو الوسخ الذي على ثيابك أو البدروم الذي تعيش فيه، لا أريد أن أسمع صوتك و أنت تصيح "نعمر" و أن تأكل الطرقات روحك قبل أن تأكل قدميك، نَـم يا "إبراهيم" و الصباح رباح.ـ”
“كنت على يقينٍ طفولي بأنّ أمي من أهل الجنة. فلقد كانت آخر من يأكل في البيت. و أحياناً كانت توحي لنا بأنّها تأكل و هي لا تأكل أو أنّها سبق أن أكلت. خصوصاً عندما لا يكون هناك ما يكفي من أكلٍ للجميع.كنت أعتقد أن أمّي قصيدة أبدية، قصيدة لا تكفّ عن التجدد. و في تلك الليلة -استعدت الحقيقة البديهية و اكتشفتها- و هي أنّ أمي إنسان كالآخرين. لمستُ قدميها. قبّلتهما . كانتا متورمتين. و أدركت بأنه لم يعد أمام أمي إلاّ حياة عادية، حياة من المرض والتعب والأحزان والشيخوخة. حياة باهتة .”
“فى كل العصور كان هناك دائماً من يعتقدون أن ما يعرفونه هم وحدهم هو اليقين الذي لاشك فيه و أن ما يعرفه غيرهم هو الباطل الذي لاشك فيه، و الذي لا يستحق حتى سماعه أو مناقشته ،،،”