“في نظام يحوّل الفردَ إلى كائنٍ مسلوب الحيويّةِ ، محجَّمٍ ، مؤطرٍ ، - لايصبح الحلم الرومنطقي مطلوباً وحسب ، بل يصبح مشروعاً بشكلٍ مطلق : أعني الحلم بفردٍ مختلفٍ وخلّاق - في عالمٍ مختلفٍ وخلاقٍ”
“يتساءل بريتون عما إذا لم تكن حالة الحلم هي الأكثر قرباً إلى الفكر الأصلي, وإلى طبيعة الإنسان العميقة. ولماذا, إذن, لا نعطي للحلم ما نرفض أحياناً أن نضفيه على الواقع, أعني بعد اليقين؟ ولماذا لا ننتظر من الحلم أكثر مما ننتظر من الوعي؟ ثم ألا يمكن أن يفيد الحلم, هو أيضاً في حل مشكلات الحياة الأساسية؟ ومقابل هذه القيمة أو هذه الأهمية التي يمثلها الحلم, تبدو حالة اليقظة أنها ليست إلا عائقاً محضاً. فاليقظة في هذا السياق هي حالة غياب عن الحقيقة, أو أن حقائقها جزئية وهامشية, بعيدة عن المركز الحي الخلاق للفكر.”
“هل التخلف في العالم العربي عائد إلى أن العرب لم يستطيعوا على مدى تاريخهم أن يبنوا دولةً، وإنما بنوا أنظمة سياسية مرتبطة بالقبيلة و الطائفة وأهوائها، وهو ما يتناقض مع بناء الدولة وإقامة مؤسسات. وهكذا كان النظام، دائما، فَرْدًا، وكانت المؤسسة التابعة له قبيلة – طبعا، لا لحماية المجتمع، بل لحماية النظام.لا تعدد هنا، بل استتباعٌ وإخضاع.ولا حرية، بل تبعية.ولا فردية، بل قبلية: فأنت هنا جزءٌ من نظام، من قبيلة، من طائفة، قبل أن تكون مواطناً.ولا وطن إذاً، بل محمية، و بستان ودكان.ولا تقدم إذاً، بل دوران.”
“وفي نظام يجعل الفرد يعيش في وضعٍ دائم من الاتّهام والنّبذ وفي حالة من القصور الدّائم . تصبح الخطيئة ، من وجهة نظر الفرد المقموع ، شرط الحرية ، الأول والوحيد . فبها ، أي بخرقه الممنوع ، يشعر أنه تجاوز مرحلة القصور وأنه مستقلّ وحرّ بل إن الخطيئة هنا هي في نفسها شكل من أشكال الحرية”
“ينبع الشّعر من الطبقات الأكثر عمقاً في كيان الشاعر ، بينما الأخلاق والآراء تشكّل الطبقات الأكثر سطحيّةً في الإنسان ، لذلك لا يمكن أن يكون الشعر متطابقاً مع البنية السائدة ، ونظامها الفكريّ ، وحين يتطابق لا يعود شعراً ، يصبح نظماً للأفكار ، يصبح أداةً لنقل الأفكار ، يصبح وعاءً”
“عندما يصبح النظام السياسي بؤرة وتجسيداً لكل النشاطات في المجتمع، فإن النظام يكون كالله، ويكون الناس معه أو ضده، كافرين أو مؤمنين، فيستحقون على الأرض ما يستحقه المؤمن أو الكافر في السماء. وهذا هو بالدرجة الأولى ما يشل الفكر العربي.”
“إن الموحدين نقلوا مبدأ الإله الواحد من السماء إلى الأرض، وترجموه إلى مبدأ آخر - مبدأ الحاكم الواحد. وبذلك تفوقوا في ابتكار الطغيان ووسائله.”