“إذ أغذ السير فوق دربي , عبر المفاوز الحرجة و المنحنيات الخطرة, في طريق تائه المعالم خابي المنارات,بغير زاد إلا الهواجس و المخاوف و الظنون,و بغير دليل إلا اليقين بأني أسير موجهة بمشيئة عليا, اصطفتني لتجربة صعبة تمتحن بها طاقتي علي الصمود و الاحتمال , و تبلو مدي استعدادي لاجتلاء السر المحجب, المضنون علي غير أهله!”

“كلماتنا عمرها عمر الرسم علي الماء و النقش علي الرمال .. و هي في العادة صادقة في حدود هذا العمر القصير إلا فيما ندر..و بعد ذلك تتغير الظروف و تتبدل الملابسات و تمتحن العواطف و الأقوال و الأعمال .. و تبتلي النفوس و جواهرها و تتقلب القلوب .. و يأتي بعد الليل النهار و بعد النهار الليل .. فنحن علي أرض تدور ..”

“فرق بين الاعتراف المنهمر و بين سرد الذنوب فقط كمحاضر التحقيق، من الارهاق أن أكون ، عبر قلم، قاضياً و محامياً و متهماً، و لا شاهد إلا ذاكرة صعبة، و لا جريمة إلا حب شارد”

“الإنسان العظيم قادر علي الاحتفاظ بقدره و مقامه في كل زمان و مكان ..مهما تتجدد المعارف و يقفز العلم و تتعدد الاكتشافات و تتغير الظروف و الأحداث ..إن الروح ثابته و العلم متغير .. و هذا أيضاً دليل علي أن الروح و ليس العلم هي مصدر الخلود …في الوقت الضائع - توفيق الحكيم”

“و سرعان ما عادت الفتونة إلي سابق عهدها قبل عاشور الناجي. فتونة علي الحارة لا لها، و لا خدمة تؤديها إلا خدمة الدفاع ضد الفتوات الآخرين. و حتى في هذه الناحية اضطر "عتريس" إلى مهادنة أعداء و محالفة آخرين، بل حتي الإتاوة دفعها إلي فتوة الحسينية ليتجنب معركة خاسرة. و كلما هان خارج الحارة زاد طغيانا و صلفا داخلها. و أهمل أختة فتحية و أكثر من الزواج و الطلاق. و استأثر بالإتاوات هو و عصابته علي حين أغدق علي الحرافيش الزجر و التأديب، و أنزل الوجهاء-على حد قول سعيد الفقي شيخ الحارو- حيث أنزلهم الله سبحانة و تعالى..”

“بالكلمة تهزم سيوف و الكلمة مسموعة...علي الشوك تمشي شريف و الراس مرفوعة...خطوة في طريق الأمل و الخطوة متبوعة”