“يخلق التماهي بالمعتدي ايديولوجية مضادة للتغيير الاجتماعي الجذري . تلكم هي إحدى أبرز مشكلات البلدان النامية وأكثرها خطورة . فالعديد منها تمكن من اجتياز مرحلة التحرر الوطني ، ولكن معظمها يتخبط أمام مهمات التغيير الاجتماعي الفعلي ويعاني من الفشل الذريع فيه ، مما يجعلنا نتابع الآن مشهداً بائساً على امتداد العالم الثالث . فقد اتّضح أن القدرة على التحرر الوطني ، لا تتضمن بالضرورة ولا تقود حتماً إلى عملية التغيير الاجتماعي المبتغاة . وليس هناك من مجال للدهشة بهذا الخصوص ، فالسبب ، أو أحد الأسباب الأساسية في نظرنا ، إذا ما وضعنا مصالح الفئة الحاكمة الجديدة جانباً ، يكمن في تغلغل التماهي بالمتسلط بمختلف صوره ودرجاته ، في نفوس معظم القادة ، وغالبية المسؤولين ، والقطاع الأوسع من الجمهور .”

مصطفى حجازي

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى حجازي: “يخلق التماهي بالمعتدي ايديولوجية مضادة للتغيير ا… - Image 1

Similar quotes

“إن الخصائص النفسية التي تميز شخصية الإنسان المتخلف وأولياته الدفاعية تشكل في الكثير من الحالات عقبات جدية في وجه التغيير الاجتماعي، وتكون كوابح هامة لمشاريع التنمية”


“فكما أن الآلة نتاج التقنية المتقدمة، قد يعاد تفسيرها كي تستخدم بشكل خرافي أو سحري في البلد النامي، كذلك عملية التغيير الجذري (الثورة) قد يعاد تفسيرها كى تمارس من خلال الأطر المتخلفة وتفقد بالتالى قدرتها التغييرية.”


“مأساة المنتحر تكمن بالتحديد في أن تدمير الذات المدانة وصورتها السيئة يتم من خلال الجسد (وعاء الذات الوحيد) وبالتالي القضاء الفعلي على الوجود. اما في وهم المنتحر، فالأمر لا يعدو القدرة على الإقدام على فعل خطير وجذري من أجل الخلاص.”


“إن الكثير من التصرفات الاستعراضية التي تشيع في البلدان النامية، تهدف بالتحديد إلى التستر على عقده العار خصوصًا الاستعراض الاستهلاكي. يأتي بعده كل أشكال الإدعاء والتبجّح وخداع الآخرين بجاه أو مال أو حظوة لا أساس لها من الواقع.إن إنسان العالم المتخلف هو أسير المظاهر مهما كانت سطحيها مادامت تخدم غرض التستر على عاره الذاتي.-”


“الواقع أن الاحتماء بالأولياء والتعلق بالأبطال والاتكال على الزعيم المنقذ تتلاقى مع الميل إلى الإفراط في توكيد الذكورة فالبطل والزعيم هما دوماً المثال الكامل للرجولة جنسياً وعضلياً وشجاعة والتعلق المفرط بهما في قيمة رجولتها بشكل خرافي كما يشيع في السر الشعبية, والنظر إلى الزعيم هي من النوع التعويضي المحض من خلال التماهي بالبطل والزعيم بعوض الإنسان المقهور بعض نقصه ويعالج خصاءه ويخفف من قلقه”


“ثم هناك مشكلة تحكم الجن والعفاريت في مسائل الزواج والخطبة والعلاقات الجنسية. كل الأزمات الزوجية والجنسية تلصق بهذه الكائنات الخفية، بدل أن توضع في إطارها الحقيقي، وترد إلي سببها الفعلي الاجتماعي الأسري النفسي. فالعزلة، والفصل بين الجنسين وسوء الاختيار الزوجي نتيجة للعلاقات التي يفرضها الأهل، وروابط المصاهرة التي تقام لخدمة مصالحهم ويستخدم فيها الأبناء كمجرد أدوات لخدمة هذه المصالح ، والأمراض الجنسية النفسية الناتجة عن القمع الجنسي والإحباط العاطفي المزمن، والتربية المتسلطة، هي وحدها المسؤولة عن الأزمات الزوجية. ولكن طرح المسألة بهذا الشكل، يهدد امتيازات الأسرة المتسلطة والقائمين على رأسها، ويهدد النظام السائد في الجماعة، الذي لا يخدم في النهاية سوى هذه الامتيازات. ليس هناك إذاً أكثر تضليلاً وخداعاً من إلقاء المسؤولية على الكائنات الخفية، ثم البحث عن ذلك الحلّ من خلال مختلف ضروب الشعوذة.”