“نشتاق لملامح التقطناها بأعيننا في اللقاء الأخير نحمل من بقايا الصوت ارتجافه يحاول كل منا أن يواريها عن أعين الأخر حتى لا تنهار كل الحصون وتندفع الدموع”
“حيـاة كل إنسان عبارة عن طريق نحو نفسه , محاولة على طريق كهذا , تلميح نحو الممر لم يسبق لإنسان ان كان نفسه تماما وبشكل كامل ، لكن كل إنسان يحاول ذلك - هذا بطريقة خرقاء وذاك بطريقة بارعة , كل حسب ما يستطيع ، وكل إنسان يحمل آثار ولادته - لزوجة ماضيه البدائي وقشوره - وتظل معه حتى أخر أيامه ، وهناك من لا يصير بشرا أبداً , يظل ضفدعاً , سحلية أو نملة . وهناك من هو إنسان في نصفه الأعلى ، وسمكة في نصفه الأسفل ، إن لنا جميعا أصلا واحدا هو أمهاتنا , وجميعنا جئنا من الباب ذاته ، لكن كلا منا -بخبرات الأعماق- يجاهد للوصول إلى مصيره ، يستطيع كل منا إن يفهم الأخر , لكن أياً منا لا يستطيع أن يشرح نفسه إلا لنفسـه”
“نستطيع أن نتخفى من أمام أعين الناس , لكننا لا نستطيع - بأي حال من الأحوال - أن نتخفى من أنفسنا , إننا نحمل في أعماقنا خرائبنا التي تتكدس مع مرور الزمن حتى تصبح جيفة يتعذر علينا إخفاؤها .”
“في داخل كل منا جزء ميت قد لا نعرف أحيانا ما هو. ربما كان الجزء بقايا منا نحن، أو بقايا تجارب مضت فما عدنا نذكرها .. و ربما كان الجزء,, تجربة لا نزال نعيشها دون أن ندرك أن التجربة ذاتها ميتة، لا فائدة ترجـى منها.”
“ان السبب اللذي يجعلنا نتألم كثيرا لفراقنا هو لان ارواحنا متصله ببعضها البعض , وربما كانت كذلك منذ زمن بعيد , وستظل على ذلك في المستقبل .وربما قد عشنا ألف حياة قبل حياتنا هذه وفي كل واحدة منها كان كل منا يبحث عن الآخر حتى يجده .وربما كنا نُجبر في كل مره على أن نفترق لنفس الأسباب, ويعني ذلك أن هذا الوداع هو وداع لعشرة آلاف عام مضت , وبداية لأعوام أخرى سوف تأتي.وعندما أنظر إليك , أعرف أني قضيت كل حياة ليمن قبل في البحث عنك, ولم أكن أبحث عن شخص يشبهك, بل عنك وحدك،ولأن روحي وروحك,قدر لهما أن يتقابلا, وعندئذ - يُجبر كل منا على أن يفارق الآخر لسبب لانعلمه .أود أن أخبرك بأن كل شيء سيعمل لصالحنا , وأعدك بأني سأعمل كل مافي وسعي حتى أتأكد من ذلك ,ولكن اذا لم نلتق من جديد , وكان هذا هو وداعنا الأخير , فاني اثق باننا سنتقابل في الحياة الأخرى ,وسيبحث كل منا عن الآخر الى أن يجده.وربما تتغير أقدرانا , ولن يتوقف حبنا عند حدود هذا الزمان فقط , بل سيتجاوز كل الأزمنه التي عشناها من قبل .”
“عند نقطة البداية، في اليوم الأخير من أيام استطلاعنا، توقفتُ حائرا، ورائي بوابة الهند وأمامي فندق تاج محل. وأظن أنها الحيرة التي تنتاب كل من يريد الكتابة عن الهند أو جزء منها، أو حتى جزء من الجزء. فمشكلة الكتابة عن الهند تكمن في غناها الفاحش بما يُدهش ويكون جديرا بالكتابة، فكل خطوة في الهند عالم من المُدهشات، وكل لحظة أعجوبة، والرغبة في الكتابة عن كل شيء يمكن أن تجعلك لا تكتب شيئا.”