“يعيش الكائن البشرى بشكل متوسط حوالى ثمانين عاما. وبحساب هذه المذة يتصور كل شخصه حياته و ينظمها. ما قلته الآن يعرفه الجميع، لكن قليلا ما ننتبه إلى أن هذا الرقم الذى حدد لما ليس مجرد معلومة كمية و لا خارجية بشكل خاص (مثل طول الأنف أو لون العينين)، بل يشكل جزءا من تعريف الإنسان نفسه. إن ذاك الذى يستطيع أن يعيش بكامل قواه، زمنا مضاعفا، لنقل مئة و ستين عاما لن ينتمى إلى نوعنا نفسه. لن يبقى شئ كما كان فى حياته، لا الحب، لا الطموحات، لا شئ. إذا عاد المهاجر بعد عشرين عاما من العيش فى الغربة إلى بلده الأصلي و أمامه مئة عام آخر، فإنه لن يشعر بلهفة العودة الكبرى، و ربما لن تكون بالنسبة إليه عودة، بل مجرد جولة من جولات كثيرة يقوم بها على امتداد مجرى حياته.لأن فكرة الوطن ذاتها، بالمعنى النبيل و العاطفي للكلمة، مرتبطة بحياتنا القصيرة نسبيا، و التى تمنحنا وقتا أقصر كى نتمكن من التعلق ببلد آخر، بلدان آخرى، ولغات أخرى”

ميلان كونديرا

ميلان كونديرا - “يعيش الكائن البشرى بشكل متوسط حوالى...” 1

Similar quotes

“مـا الذى يجعلنا نجاهد بمعاييرنا الإســلامية أمام من لا يستوعبها؟طول ما احنا كدول اسلامية تحت يعنى اقل بكتير من دول اوروبا و امريكا يبقى لن نتمكن من فرض معيار خاص بنا للأدب و الفن و المسرح وخلافه , سيضعون هم المعيار فنبدوا نحن الكائن الشائه او الخرافى الذى يظهر للإنسانية بمعيار متخلف ورجعى , و لكن اذا كنا نحن الأوائل فى الحرب و العلم و القوة و بناء البشر وكانوا هم أقل منا بكثير فساعتها سيكون اى شئ من جهتنا رائع بل ومقدس أحيانا حتى لو نطقنا تفاهات الكلام سيـتمرغون فيها و يقولون انصتوا إلى الأوائل.”

احمد رسلان
Read more

“ما الذى روّعه ؟ أهو منظر العظام قى ذاتها، أم فكرة الموت الممثلة فيها، أم المصير الآدمى و قد رآه أمامه رأى العين ؟و لماذا لم يعد منظر الجثث و العظام يؤثر فى مثلى و فى مثل الطبيب ، و حتى فى مثل اللحاد أو الحراس هذا التأثير ؟ يخيل إلىَّ أن الجثث و العظام قد فقدت لدينا ما فيها من رموز. فهى لا تعدو فى نظرنا قطع من الأخشاب و عيدان الحطب و قوالب الطين و الآجر. إنها أشياء تتداولها أيدينا فى عملنا اليومى. لقد انفصل عنها ذلك الرمز الذى هو كل قوتها؟..ما مصير البشرية و ما قيمتها لو ذهب عنها الرمز ... "الرمز" هو فى ذاته كائن لا وجود له. هو لا شئ و هو مع ذلك كل شئ فى حياتنا الآدمية. هذا اللا شئ الذى نشيد عليه حياتنا هو كل ما نملك من سمو نختال به و نمتاز على غيرنا من المخلوقات.”

توفيق الحكيم
Read more

“لننظر الآن إلى ادعاء رجال الدين أن لديهم ف كتبهم الدينية نظاماً يصلح لكل مكان و كل زمان دون أن يحتاج إلى تغيير أو إضافة، نظاماً قد شمل كل كبيرة و صغيرة لا فى مسائل العقيدة وحدها بل فى شؤون الدنيا و حاجات الحياة أيضاً. و هو ادعاء لا يفتؤون ينشرونه و يكررونه، و يستشهدون له بآيات أو أجزاء من آيات يحرفونها عن مواضعها، و يحمّلونها فوق ما يحتمل معناها. كاستشهادهم بقوله تعالى "ما فرطنا فى الكتاب من شئ"، و قوله "تبياناً لكل شئ"، و قوله "و تفصيل كل شئ" و قوله "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى".ينسون أن الحديث فى الآية الأولى ليس عن القرآن بل عن اللوح المحفوظ، و يرفضون أن يسلموا بأن المقصود فى الآيات الأخرى أصول العقيدة التى بها يتميز الإسلام عن ثائر الأديان فيصرون على أن المراد فيها أيضاً كل ما تحتاجه حياة البشر من قوانين و معاملات ،،،”

محمد النويهي
Read more

“لم أكن شيوعياً كما أسلفت ، كان الشيوعيون يتهموننى بأننى مجرد رومانسى ثورىكنت و لم أزل ، أرى فى صورة المجتمع الحريص على العدالة الاجتماعية و التكافل العام حلماً إنسانياً جميلاً و نبيلاًأبكى... لا أعرف لماذا بالضبط أبكى ، لكنها كل أحزان العمر تتجمع فى هذه اللحظة و تدفعنى للبكاء الذى كلما حاولت كبحه يجمح أكثرما الغربة ؟ لقد أجهدت نفسى لأحلل ما يمكن أن تكونه، و وصلت-بعد تفحصى للاحتمالات الكثيرة- إلى أنها يمكن أن تكون العيش فى مكان لا تعطى فيه و لا تأخذ عطاءً حقيقياً و أخذاً من المشاعر... مشاعر لا يحتملها واجب اللياقة، بل تتفجر بتلقائية و تنساب بلا عمد كأنها مياه الينابيع تتفجر لفرط اكتنازها تحت الأرض و تسيل إلى حيث ينتظرها و يتلقفها المنخفض. مرة تكون أنت النبع و مرة تكون المنخفض”

محمد المخزنجي
Read more

“إن كل إنسان بذاته واقعة حدث , خلق لينجز مهمة على هذه الأرض لم و لن يوجد إنسان آخر ليقوم بها نيابة عنه و عليه أن يكتشف تلك المهمة , لإن الله يريدها أن تتحقق ولذلك خلقه, فلا يخفي نفسه بخجل خلف الآخرين خوفا من اتهامهم له بالفردية و الاستقلالية و الانشقاق فهو وحده دون غيره من البشر قادر أن ينجز هذه المهمة .و نادرا ما يكون لهذه المهمة علاقة بالمهنة أو الاختصاص أو علاقات العائلة و إنجاب الأطفال إنما هي مهمة من نوع آخر . و ما لم يعرفها و ينجزها فإنه لم يعرف رسالته و لم يقدر نفسه حق قدرها و لن يتميز أبدا”

جمال جمال الدين
Read more