“غالبية الحكام، وربما كلهم، كان الواحد منهم يعاني دوما من شعوره الضاغط الطاغي على نفسه، بأنه تولّى الأمر عن غير استحقاق فعلي. ومع طول ضغط هذا الشعور وطغيانه في نفس الحاكم، يتولّد عنده الإحساس باحتقار الذات. فإذا خلا هذا الحاكم أو ذاك، بنفسه، وغاص عميقا داخل ذاته .. فما ثمّ إلا أمران يؤرقانه: كيف يحافظ على عرشه من الطامعين فيه، وكيف يتخفف من طغيان شعوره باحتقار الذات .. شعوره غير المعلن بالطبع.وكان سبيل الحكام لدفع الأمرين المؤرقين، غالبا، كالتالي: قطع الطريق على الطامعين في العرش، بقطع دابرهم! والتخفف من احتقار الذات، بتقريب الكبراء الحقراء .. فكلما احتقر الحاكم حاشيته المقربين، وكلما بالغو في تبجيله وإعلائه بمداهنتهم إياه، خفّ عنده ذلك الإحساس باحتقاره لذاته.”

يوسف زيدان

يوسف زيدان - “غالبية الحكام، وربما كلهم، كان الواحد منهم...” 1

Similar quotes

“تحقيق الذات ليس هو الغاية القصوى عند الانسان, ولا حتى مقصده الأول. ذلك أن تحقيق الذات, اذا صار غاية في حد ذاته فإنه يتعارض مع خاصية تجاوز الذات أو التسامي بالذات وهي الخاصية المميزة للوجود الانساني. وبالاضافة الى ذلك, فإن تحقيق الذات ما هو الا نتيجة أو أثر -أي أنه نتيجة أو أثر لتحقيق المعنى, وينبغي أن يظل تحقيق الذات هكذا. ذلك أن الانسان لا يحقق ذاته الا بمقدار تحقيقه لمعنى في هذا العالم. وعلى العكس من ذلك, إذا شرع الفرد في تحقيق ذاته بدلا من أن يحقق معنى من المعاني, فان تحقيق الذات سوف يفقد مبرراته في الحال.”

فيكتور فرانكل
Read more

“الحاكم ليس حرًا في حريات الآخرين ، ولم يدع له الشرع حرية التصرف في مصير شعبه . ومن ترك الحاكم على النحو الذي يتصرف فيه بأمته دون رقيب عليه ودون منعه من إيذاء الناس ، وصرف نصوص الشرع وقواعده في عدم المساس به ، وكل جرمه وفساده لا يمكن تغييره إلا بالهمس في أذنه ، فمؤدى ذلك رفع مقام الحاكم من دون الناس ومنحه المزيد من القوة والجبروت ..”

محمد العبد الكريم
Read more

“الواحد من غير حلم ميقدرش يعيش ، يلاقي نفسه عنده " وخم " على طول ، مش قادر يتحرك من على السرير ، يكتئب ، يبقى عايز يموت، انما بالحلم تلاقي الواحد يتحرك رهوان ، يبقى فريرة ، نار قايدة متطفيش”

خالد الخميسي
Read more

“وأضحك وأبكى .. فأنشأ للإنسان دواعي الضحك ودواعي البكاء.وجعله -وفق أسرار معقدة فيه- يضحك لهذا ويبكي لهذا.وقد يضحك عداً مما أبكاه اليوم. ويبكي اليوم مما أضحكه بالأمس.في غير جنون ولا ذهول إنما هي الحالات النفسية المتقلبةوالموازين والدواعي ولإعتبارات التي لا تثبت في شعوره على حال!وأضحك وأبكى .. فجعل في اللحظة الواحدة ضاحكين وباكينكل حسب المؤثرات الواقعة عليه.وقد يضحك فريق مما يبكي منه فريق. لأن وقعه على هؤلاء غير وقعه على أولئك .. وهو هو في ذاته. ولكنه بملابساته بعيد من بعيد!وأضحك وأبكى. من الأمر الواحد صاحبه نفسه.يضحك اليوم من الأمر ثم تواجهه عاقبته غداً أو جرائره فإذا هو باك يتمنى أن لم يكن فعل وأن لم يكن ضحكوكم من ضاحك في الدنيا باكٍ في الآخرة حيث لا ينفع بكاء!”

سيد قطب
Read more

“وحتى عندما يقول هامسًا لأورسولا بصدق "أحبك،" لم تكن تلك كل الحقيقة، مايشعر به يتجاوز الحب، مثل تلك الفرحة في الشعور بتجاوز الذات، وتجاوز الوجود القديم. كيف بوسعه أن يقول "أنا" في الوقت الذي تحوّل فيه إلى شيء جديد وغير معروف، ليس نفسه على الإطلاق؟ هذا الضمير "أنا" هذه التركيبة من العمر، ماتت .. لم يعد هو نفسه وهي نفسها، وإنما خلاصة فناء وجوده في وجودها لتشكيل هذا "الواحد" الجديد، هذا الوجود الفردوسي المستعاد من ثنائيتهما”

رجاء عالم
Read more