“بسم الله الرحمان الرحيم إذن ، ليست أحرفا طلسمية ، و طلبا -لا عقلانيا- للبركة و الحفظ ، ليس مجرّد استهلال قد يكون غير مترابط مع ما يليه .. بل " بسم الله الرحمان الرحيم " ، ارتباط مباشر بحقيقة من أهم الحقائق في حياة كل منا .. حقيقة تكليفنا في هذه الأرض .. تكليفنا بالخلافة ، خلافته هو عزّ وجلّ ..”
“ان ما ترون في شئوننا ليس ما انزل الله من كتاب ، و لا ما قدم رسوله من اسوه ، ان ما ترون هو عوج امه نسيت ما لديها و مضت مع هواها ..”
“هذه القمة الشامخة من السمو النفسي لم يبلغها المسلمون الأولون برسوم العبادة من غير توجيه، و لا بتوجيهات الدين من غير تشريع، بل نفحتهم بها هذه الشريعة المطهرة التي لا تني توجه حين تشرع، و تشرع حين توجه، و تحقق الجوهر في كل التعاليم، و تجعل الوصول إلى الله و التنعم برضاه غاية المؤمن الأساسية: (و رضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم).”
“إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات. فإذا أخذ الناس هذه الذرات فقصارى ما يصوغونه منها لبنة أو آجرة، أو آنية أو أسطوانة، أو هيكل أو جهاز. كائناً في دقته ما يكون.. و لكن الله المبدع يجعل من تلك الذرات حياة. حياة نابضة خافقة. تنطوي على ذلك السر الإلهي المعجز.. سر الحياة.. ذلك السر الذي لا يستطيعه بشر، و لا يعرف سره بشر.. و هكذا القرآن.. حروف و كلمات يصوغ منها البشر كلاماً و أوزاناً، و يجعل منها الله قرآناً و فرقاناً، و الفرق بين صنع البشر و صنع الله من هذه الحروف و الكلمات، هو الفرق ما بين الجسد الخامد و الروح النابض.. هو الفرق ما بين صورة الحياة و حقيقة الحياة!”
“إن الإسلام قيمة حية، و حضارة راقية، و هو حاجز نفسي عظيم في دعم الإنسان لمواجهة أخطار الحياة، و عامل من عوامل التوازن النفسي و التكامل البشري، و موازينه الأخلاقية من أهم أسباب تقدم الإنسانية و عمارة الكون، و الخلافة عن الله في هذه الأرض.”
“و كتب إليها :" بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فقد أمّرت عليكم من اخترتم وأعفيتكم من سعيد، ووالله لأفرشنكم عرضي ولأبذلن لكم صبري، ولأستصلحنكم بجهدي، فلا تدعوا شيئا أجبتموه لا يعصى الله فيه إلا سألتموه، ولا شيئا كرهتموه لا يعصى الله فيه إلا استعفيتم منه أنزل فيه عندما أجبتم حتى لا يكون لكم عليَّ حجة"فهل هناك ديمقراطية -في القديم أو الحديث- توخاها حاكم فصنع مثلما صنع الخليفة عثمان نعأهل الكوفة، حيث لم يدع طريقا يؤدي إلى صلاحهم إلا التزمها”