“تحللت الموسيقى إلى ماء قذر . تعوي اليوم في آلات تنبيه السيارات.في المطاعم ، في المصاعد ، في الشوارع ، في قاعات الإنتظار ، في التليفونات ، و في الآذان المسدودة بالووكمان.تحول المستقبل إلى نهر هائل.طوفان من النغمات ، تطفو فيه جثث الموسيقين بين الاوراق الميتة و الأغصان المقتلعة.”
“الشوارع تضيق، تضيق و تغدو أكفانـًا نلبسها حين يداهمنا الحزن، آه من الشوارع.. هل قلت أكفانا؟ إنها تتحول إلى أشياءٍ أخرى؛ تتحول في لحظة إلى لباس و في أحيان تغدو جنَّة و في أحيان أخرى دفتر ذكريات، إن الشوارع سجل لتاريخنا السري لا نقرؤه إلا حين نشعر أننا على وشك أن نغادرها.”
“منذُ انتشار الإسلام في الأندلس إلى اليوم و الاستشراق يُعد عاملاً مهماً من عوامل تحديد العلاقة و طبيعتها بين الشرق و الغرب، إذ إن أغلبَ الاستشراق، و ليسَ كُله، كانَ دافعاً، و لا يزال، في قيام فجوة بين الشرق و الغرب.”
“لماذا يسير الأبناء في بلادنا دائماً في ركاب آبائهم سواء في السياسة أو البيزنس أو حتى في الذهاب إلى صلاة الجمعة ، لماذا نسحق دائماً تفرد أبنائنا و تميزهم و نفرح باتفاقهم معنا أكثر من اختلافهم معنا ، لماذا نخلط دائماً بين بر الابن بأبيه و بين تحوله إلى نسخة باهتة من أبيه !!”
“إن البلابل لا تغرد و هي سجينة الإقفاص, و المياه لا تعزف سيمفوتية الخرير و هي حبيسة في الخزانات ( او قوارير المياه الصحية ) , و الأغصان لا تشنف الآذان بالحفيف و هي مشدودة إلى الجذوع.”
“إن الإنسان مثله مثل الشجرة. كلما رنا إلى الأعالي و إلى النور إلا ونحت جذوره إلى التوغل في الأرض، في التحت، في العتمة و لعمق - في الشر.”