“إيه زوربا!ـ تزوجت تلك المرأة التي كنت أحبها، وكانت تحبك أنت. وكنت أريد أن أجعلها نسخة مني، فجعلتني نسخة منك.ومات حسان.. أخي الذي لم يكن يهتم كثيراً بالإغريق، وبالآلهة اليونانية.ـكان له إله واحد فقط، وبعض الأسطورات القديمة.ـمات ولا حب له سوى الفرقاني.. وأم كلثوم.. وصوت عبد الباسط عبد الصمد.ـولا حلم له سوى الحصول على جواز سفر للحج.. وثلاجة.ـلقد تحقّقت نصف أحلامه أخيراً. لقد أهداه الوطن ثلاجة ينتظرني فيها بهدوء كعادته، لأشيعه هذه المرة إلى مثواه الأخير.ـ لو عرفك، ربما لم يكن ليموت تلك الميتة الحمقاء.ـلو قرأك بتمعّن، لما نظر إلى قاتليه بكل الانبهار، لما حلم بمنصب في العاصمة، بسيارة وبيت أجمل..ـلبصق في وجه قاتليه مسبقاً.. لشتمهم كما لم يشتم أحداً، لرفض أن يصافحهم في ذلك العرس، لقال:ـ - "أيها القوّادون.. السراقون.. القتلة. لن تسرقوا دمنا أيضاً. املأوا جيوبكم بما شئتم. أثثوا بيوتكم بما شئتم.. وحساباتكم بأية عملة شئتم.. سيبقى لنا الدم والذاكرة. بهما سنحاسبكم.. بهما سنطاردكم.. بهما سنعمّر هذا الوطن.. من جديد”
“إن الذي لم يجرّه خوفه على أولاده، جرّه حُلمُهُ في أن يكون له حلم خارج شقائنا هذا على شط غزة”
“أتوقف طويلاً عند عينيك . أبحث فيهما عن ذكرى هزيمتي الأولى أمامك .ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيك سوى عينيك .فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيرت عيناك أيضاً .. أم أن نظرتي هي التي تغيرت ؟أواصل البحث في وجهك عن بصمات جنوني السابق . أكاد لا اعرف شفاهك ولا ابتسامتك وحمرتك الجديدة.”
“والإسلام - كما هو ظاهر في كتاب الله وسنة رسوله- ينظر إلى الإنسان على أنه لا يتجزأ،فالتشريع له في الدنيا والجزاء له في الأخرى،لا يفصل بين روحه وجسده.وكما أن الماء بخصائصه المعروفة يتكون من عنصرين اقنين،ولا يسمى أحدهما وحده ماء،كذلك الإنسان، هو إنسان بروحه وجسمه معاًيستقبل التكليف بهما، ويتحمل الجزاء بهما.”
“التوحيد في مصر لم يكن , سوى انعكاس ثانوي لنزعة الدولة إلى التوسع ,فالله لم يكن سوى انعكاس للفرعون الذي يمارس سلطاناً مطلقاً بلا إكراه على إمبراطورية شاسعة”
“لا قاع للمرآة التي تشير إلى مرور الكائنات والأشياء ولا تحتفظ بها. تتركها تعبر. وربما هذا ما يخيف المرأة فيها أكثر مما يخيف الرجل. في هذه اللوحة، لا تتسع المرآة لشيء آخر غير الوجه، وهي له لا للأعضاء، على الرغم من جمال تلك الأعضاء وتناسقها. كأنّ الوجوه هي المكان الذي يفضّل فيه الوقت أن يستوطن. هناك يحلو له أن يقيم. أما الجسد الغاوي فيغيب كما تغيب أجمل الغيوم في السماء.”