“كان فؤاد أفندي هو صرّاف المجلة ، وكان رجلا بارد الأعصاب ميت النظرات ، وهي ميزة كل رجال الحسابات وأمناء المخازن وصرافي البنوك والخزائن .. ولعلها صفات يكتسبونها خلال عملهم الرتيب القاتل الممل الذي يسلط على رقابهم سيف المسئولية الحاد القاطع !”
“كان الفوج 12 بالنسبة لي فوج القَتَلة ، إنه الفوج الوحيد في مركز قيادة مكافحة التخريب ، الذي يضم " سرية خاصة " من أربعة فصائل من أثنين وثلاثين رجلًا في أغلب الأحيان كان رجال هذه السرية الخاصة يمارسون عملهم بلباس مدني ، هَمَجٌ حقيقيون .زميل دفعتي عبدالملك كان واحدًا منهم ، جُنّ بسبب المذابح التي أُجبر على القيام بها :" إننا نقوم بعمل قذر .. يطلبون منا الخروج كل ليلة و كل يوم .. القذرون ..قَتَلونا !" * يقصد الجنرالاتقال لي ( لم أعد أعرف من أنا ، لم أعد أعرف هل نحن في الليل أم النهار ..( كان ثملًا وقال بأنه يتعاطى المخدرات أغلب الاحيان و يدخن الحشيش كل الوقت مثل جميع رجال سريته.”
“في أقصى الشمال .. على ضفاف الأبيض المتوسط تراصت الشاليهات على الرمال الناعمة كمكعبات السكر.. صوت الموج الرتيب ينظم إيقاع المكان .. رائحة البحر وتلك النسمة الباردة المحملة باليود التي تدغدغ الأعصاب ..”
“الحاكم عندما يضع رقابة على البريد و يفتح خطابات الناس، عندما يسلط رقابة على التليفونات و يتسمع أحاديثهم الشخصية، عندما يسلط بوليسه السري عليهم، يحصى أنفاسهم، ويتتبع خطواتهم، إنما هو يقوم بعملية تعرية كاملة لكل فرد من هذا الشعب. لماذا لا يثور الناس على كل هذا الهوان ؟”
“وممكن أن تكون رجلا بسيطا .. لا بك ولا باشا.. ولا صاحب شأن .. ولكن مع ذلك سيدا حقيقيا لك عزة الملوك وجلال السلاطين لأنك استطعت أن تسود مملكة نفسك ..وساعتها سوف يعطيك الله السلطان على الناس .. ويمنحك صولجان المحبة على كل القلوب.انظر إلى غاندي .. العريان .. البسيط .. كم بلغ سلطانه..كان يهدد بالصوم فيجتمع مجلس العموم البريطاني من الخوف وكأن قنبلة زمنية ستقع على لندن .. وكان يجمع أربعمائة مليون هندي على كلمة يقولها .. وكأنها السحر ..هذا هو السلطان الحقيقي ..هذا هو الملك الحقيقي الذي لا يزول .”
“شيئ ما يخرج من ذرات جسدي .. ذرات سوداء ورمادية ،ودخان بارد،كان ذلك يحدث وأنا انظر ،وكان صدري يتسع ويتسع كالفجر .”