“كنت دائمًا ، ولا أزال، أعتقد أن الموقف الفكري الذي يتخذه المرء يتحدد إلى حد كبير بمزاجه الشخصي وميوله الدفينة، وأننا نبالغ في الظن بأن الموقف الفكري والعقائدي لشخص ما هو في الأساس نتيجة لتفكير عقلاني بارد، ومقارعة الحجة بالحجة، ومقارنة موضوعية رصينة بين ما للرأي وما عليه، بل هو على الأرجح، وفي التحليل الأخير، نتاج المزاج والأهواء والميول الشخصية. ليس معنى هذا أن المرء منّا ليس قابلًا أبدًا لتغيير رأيه وموقفه بناءًا على اقتناع بما لم يكن مقتنعًا به، أو مواجهته لحجج جديدة، أو اطلاعه على أدلة لم يكن على دراية بها، فكلنا يغيّر رأيه أحيانًا ويقتنع برأي جديد، ولكن هذا لا ينفي، فيما أري، أن مجمل عقيدة المرء وموقفه الفكري بوجه عام، واتجاه تفكيره وولائه، تتأثر إلى حد كبير، وربما في المقام الأول، بهذا الذي نسميه بالمزاج أو الميل الطبيعي.”

جلال أمين

Explore This Quote Further

Quote by جلال أمين: “كنت دائمًا ، ولا أزال، أعتقد أن الموقف الفكري الذ… - Image 1

Similar quotes

“هذا خطأ شائع نقع فيه جميعاً, فالظاهر أن من الصعب على ذهن المرء أن يميز بين جوانب الإنسان المتعددة, و أن من الأسهل بكثير أن يحكم على الشخص ككل, حُكما واحدا جاهزا, لا يميز بين جانب من فكر هذا الشخص و جانب آخر. و لعلّ هذا الميل الشئع لدينا في المحكم على الناس, هو الذي جعلنا نتراوح بين الحب الشديد لشخص ما في وقت من الأوقات, و السخط الشديد عليه في وقت آخر, بين التقدير البالغ لشخص, و احتقاره احتقاراً تاماً.”


“من أكثر الكتب تأثيرًا في نفسي تلك التي "وجدت فيها نفسي"، أو التي اعطتني الحجج المنطقية أو الأسانيد التاريخية التي تدعم وجهة نظر كنت أتبناها قبل أن أشرع في قراءة الكتاب.قد يكون تفسير ذلك أن تغيير المرء لوجهة نظره ليس بالسهولة التي نظنّها عادةً، وأن وجهة النظر التي يتبناها المرء تنبع من مصادر لا علاقة قوية بينها وبين الحجج المنطقية والأسانيد التاريخية، وإنما تأتي هذا الحجج والأسانيد لتدعيم وجهة نظر تبنيناها من قبل، بناءًا على دوافع نفسية أو اجتماعية، أو لتدحض وجهة نظر كرهناها بناءًا على دوافع مماثلة.”


“أنني لا أعتقد أن لدينا أدنى أمل في أن نقف موقف الند للند أمام إسرائيل في القرن الحادي والعشرين , طالما استمر أولادنا يتعلمون على هذا النحو, أو أن نقضى على التطرف الديني طالما ظل أولادنا يلقنون أن الشئ في هذه الحياة إما أبيض أو أسود , وليس هناك ظلال بينهما , وأن الشئ إما خير محض أو شر محض , حلال أو حرام , و ليس هناك منزلة بين المنزلتين .”


“علاج التعصب ليس بإضعاف الولاء بل إشاعة روح التعقل والحكمة في حمل هذا الولاء وفي التعبير عنه، بحيث لايتحول الولاء إلى كراهية للغير. وتقوية الحس الأخلاقي تكون بترسيخ ولاء المرء لدينه وثقافته دون افتئات على حق أصحاب أي دين آخر أو ثقافة أخرى في التعبير عن ولائهم لدينهم أو ثقافاتهم”


“لا عجب في ظل كل هذا , أني نشأت وترعرعت وفي ذهني اعتقاد أكيد , بأن العلاقة بين الأخلاق والزي الذي يرتديه المرء علاقة واهية للغاية . نعم , كثيراً مايكون الدافع إلى ارتداء الحجاب دافعاً دينياً وأخلاقياً , ولكني كنت دائما أعتقد كما يعتقد الكثيرون أن الفضيلة في المرأة لا تحتاج في وجودها إلى ارتداء الحجاب , وأن ارتداء الحجاب لا يحول المرأة غير الفاضلة إلى امرأة فاضلة .”


“لقد بدأت أعتقد أن ترديد كلمة معينة أو شعار مراراً وتكراراً، معناه في الغالب أن ما يحدث في الواقع هو العكس بالضبط، وأن كثرة ترديد شعار معا، سببها على الأرجح محاولة صرف نظر الناس عن عدم تحققه في الواقع.”