“الحزن يستمطر روحه بالكآبة، ينتابه شعور بالقلق في كل مرة يصعد فيها السفينة. قرر هذه المرة أن يترك عالمه الأبيض. استلقى إلى جانب سارية. تذكر خطيبته حينما ارتقى بنظره إلى القمر. غنى لها أغنية العودة”
“أحب العودة إلى أشياء أعرفها، ترى فيها أشياء لم تدركها في المرة الأولى”
“منذ الأزل وقفت هذه الفتنة إلى جانب ووقف إلى الجانب المقابل لها حكماء الأرض وهداتها ومشترعوها وأصحاب النظم والدساتير فيها، وقالت هذه الفتنة كلمتها، وقال الحكماء والهداة كلمتهم، ونظرت ونظروا، ووعدت وأوعدت، ووعدوا وأوعدوا. وأمامك الناس جميعًا فاسألهم واحدًا واحدًا: كم مرة سمعتم هذه وكم مرة سمعتم هؤلاء؟ وأنا الضمين لك أن في تاريخ كل إنسان مرة واحدة على الأقل سمع فيها لهذه الفتنة ولم يسمع معها لحكم الحكماء ولا لشيء من الأشياء؟”
“حينما تتوق إلى نعمه لا تعرف لها اسما ,وحينما تحزن دون أن تدري لذللك سببا , فأنت في الحق تنمو مع كل ما ينمو وترتفع إلى ذاتك الكبرى”
“كل من عليها فان إلا وجهه، ومن يفرح بالفاني فسوف ينتابه الحزن عندما يزول عنه ما يفرحه. كل شيء عبث سوى عبادته. الحزن والوحشة في العالم كله ناجم عن النظر إلى كل ما سوى الله.”
“لم ترَ البحّار إلا في تلك اللحظات. أخرجها من بطن السفينة إلى القاعة المذكورة ثم اختفى من حياتها. لماذا فعل ذلك؟ لماذا ساعدها؟ مرات كثيرة في حياتها سيحدث لها هذا: و في كل مرة تشعر بالضوء يخترق قلبها.”