“وفي محاولة تفسير هذه الظاهرة وجدت ان النسبية المعرفية والاخلاقية التي كانت المفروض فيها انها ستحرر اللانسان وتفسح له المجال لتأكيد فرديته, ادت الي العكس . فالنسبية تنزع القداسة عن العالم ( الانسان والطبيعة ) وتجعل كل الامور متساوية , ومن هنا فالظلم مثل العدل والعدل مثل الظلم , والثورة ضد الظلم لا تختلف كثيرا عن الاستسلام له . فيصبح من العسير للغاية - بل من المستحيل - علي الانسان الفرد ان يتخذ اي قرارات بشأن اي شيء , ويصبح من السهل اتخاذ القرارات بالنيابة عنه والهيمنة عليه سياسيا . فالنسبية قوضت الانسان / الفرد من الداخل وجعلت منه شخصية هشه غير قادرة علي اتخاذ اي قرار وأن كانت - في الوقت ذاته - قادرة علي تسويغ اي شيء وكل شيء .”