“ونسيت، لأنساك، مفتاح بيتي على مقعد فيالحديقة. لا ترجعيه إلي ولا تفتحي الباب. لنتجدي شبحًا واقفًا في انتظارك. لن تجدي غيرسطر على الباب: صار الفتى حجرا”
“في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِلا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكيولا الاستماعَ إلي أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاسوغيرهمافي انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسارإلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُفي انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ”
“أنتِ غدي وحاضري ولا أمس لي ـ تقول لها.وتقول لك: أنتَ غدي وحاضري و لا أمس لي.تنامان اثنين في واحد،ولا تحلمان بما هو أكثر من هذا.لم يسأل أحد منكما الآخر عن معنى الاسم،... من شدَّة ما كان مجهولكما الشَّهي عاكفاً على تأجيج الفتنة.تفتنكَ وتفتنها.وبعد أن تمتلكَها وتمتلكك،وتمتليء بها وتمتليء بك،يناديك ما يناديها من أقاليم البعيد،فتحنُّ هي على ماضيها خلف الباب،”
“ويقولُ الغريبُ لهيلين:ينقصُني نرجسٌ كي أحدّقُ في الماء, مائُكِ .. في جسديحدقّي أنتِ هيلين, في ماءِ أحلامنا ..تجدي الميتين على ضفتيّكِ يغنّون لأسمكِ:هيلين هيلين!لا تتركينا وحيدين مثل القمر- يالهُ من مطر”
“لا أَنامُ لأحلم - قالت لَهُبل أَنام لأنساكَ. ما أطيب النوم وحديبلا صَخَبٍ في الحرير، اُبتعدْ لأراكَوحيداً هناك، تفكِّر بي حين أنساكَ /لا شيء يوجعني في غيابكَلا الليل يخمش صدري ولا شفتاكَ ...أنام على جسدي كاملاً كاملالا شريك له،لا يداك تشقَّان ثوبي، ولا قدماكَتَدُقَّانِ قلبي كبُنْدقَةٍ عندما تغلق الباب /لا شيء ينقصني في غيابك:نهدايَ لي. سُرَّتي. نَمَشي. شامتي،ويدايَ وساقايَ لي. كُلُّ ما فيَّ ليولك الصُّوَرُ المشتهاةُ، فخذْهالتؤنس منفاكَ، واُرفع رؤاك كَنَخْبٍأخير. وقل إن أَردت: هَواكِ هلاك.وأَمَّا أَنا، فسأُصغي إلى جسديبهدوء الطبيبة: لاشيء، لاشيءيُوجِعُني في الغياب سوى عُزْلَةِ الكون!”
“كما لو فرحتُ: رجعت. ضغطتُ علىجرس الباب أكثر من مرةٍ، وانتظرتُ...لعّلي تأخرتُ. لا أحدٌ يفتح الباب، لانأمةُ في الممرِّ.تذكرتُ أن مفاتيح بيتي معي، فاعتذرتُلنفسي: نسيتُك فادخلدخلنا ... أنا الضيف في منزلي والمضيف.نظرتُ إلى كل محتويات الفراغ، فلم أرَلي أثراً، ربما ... ربما لم أكن ههنا. لمأَجد شبهاً في المرايا. ففكرتُ: أينأنا، وصرخت لأوقظ نفسي من الهذيان،فلم أستطع... وانكسرتُ كصوتٍ تدحرجفوق البلاط. وقلت: لماذا رجعت إذاً؟واعتذرتُ لنفسي: نسيتُك فاخرج!فلم أستطع. ومشيت إلى غرفة النوم،فاندفع الحلم نحوي وعانقني سائلاً:هل تغيرتَ؟ قلت تغيرتُ، فالموتُفي البيت أفضلُ من دهسِ سيارةٍفي الطريق إلى ساحة خالية !”
“عاشق من فلسطينعيونك شوكة في القلبتوجعني ..واعبدهاواحميها من الريحواغمدها وراء الليل والاوجاع..اغمدهافيشعل جرحها ضوء المصابيحويجعل حاضري غدهارأيتك امس في الميناءمسافرة بلا اهل..بلا زادركضت اليك كالأيتاماسأل حكمة الاجداد:لماذا تسحب البيارة الخضراء؟من سجن ,الى منفى,الى ميناءوتبقى رغم رحلتهاورغم روائح الأملاح والاشواقتبقى دائما خضراء؟وكنت حديقتي وأنا غريب الدارادق الباب يا قلبيعلى قلبييقوم الباب والشباك والاسمنت والاحجاررأيتك عند باب الكهف..عند الغارمعلقة على حبل الغسيل ثياب ايتامكرأيتك ملأ البحر والرملوكنت جميلة كالارض..كالاطفال..كالفلوأقسم:من رموش العين سوف اخيط منديلاوأنقش فوقه شعرا لعينيك..وأرسم حين اسقيه فؤادا ذاب ترتيلايمد عرائسش الأيكسأكتب جملة اغلى من الشهداء والقبل:*فلسطينية كانت ولا تزل”