“يقول المستشرق السوفياتي إليسكي فاسيلييك في كتابه صفحة ١٤٧،: لم يكن سكان المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية متعاطفين كثيراً مع الرياض والوهابيين. إلا أن أهمية هذه المنطقة كبيرة لدرجة جعلت أمير الرياض -تركي بن فيصل- يرى ضرورة الاحتفاظ بها بحاميات دائمية هناك. ”
“منذ عام ١٢٠٠هـ وحتى ١٢٠٨هـ، اتخذت غارات الوهابيين على المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية طابعاً شرساً، ويبدو ان الغرض كان إثارة السكان المحليين وإثبات عدم قدرة الوالد، الحكم الخالدي، على حمايتهم، وقد كانت الغارات سريعة وخاطفة ومفاجئة.”
“لم تخل المنطقة العربية بالطبع من حكومات تدعى " الثورية " , ولكن يحار المرء فيما إذا كان هؤلاء " الثوار " الذين بلينا بهم طوال السبعينات والثمانينات , أشد أم أقل ضرراً من الحكومات التى تعترف بتبعيتها بدرجة أو أخرى من الصراحة , كحكومات شبه الجزيرة العربية والاردن في ظل بورقيبة . قد يكون بعض هؤلاء " الثوار " قد بدأ حياته حسن النية ومملوءاً بالآمال الكبار كالقذافي , ولكنه انتهى مع التدهور السريع في الوضع العربي إلى فقد اتزانه شيئاً فشيئاً .”
“-يوم ممطر في الرياض يعادل مئات الأيام الواجمة خلف السحب الرمادية , المطر في الرياض أي احتفاء ! عندما تمطر في الرياض كل شيء يرافق هذه العربدة , الحبر على الورق, والأشواق واللواعج الذي تثيرها أغنيات المذياع ,والهواء لذي يترنح حول النافذة بنشوة المطر”
“قبل أن يدخل الاسلام إلى منطقة إقليم البحرين، القطيف والاحساء البحرين، وبحكم غناها وثروتها وإتصالاتها بالأقوام المختلفة لأجل التجارة.. سكن فيها عدد من العناصر الغير عربية كالزط المجهولي النسب، والبنط، والسيابجة، وعدد محدود من الفرس الذين كانوا يحكمون المنطقة في جاهليتها.. إلا أن الغالبية العظمى كانت من عبدالقيس العرب. وحينما ظهر الاسلام إعتنقه أهلها سلماً، فكانت المنطقة ثاني منطقة تدخل الاسلام بعد المدينة المنورة. وتدفقت على المنطقة بعد ظهور الاسلام قبائل إمتزجت بالسكان .. فسكنتها بطون من بني عامر، وبني كلاب وغيرهم.. وفي الوقت نفسه هاجرت أعداد كبيرة من عبدالقيس الى العراق في العقد الثاني الهجري في خلافة عمر ابن الخطاب، خاصة الى البصرة والكوفة اللتين إبتنيتا حديثاً.. ولعل هذا ما يفسر الوجود الشيعي المكثف فيهما الذي بدا واضحاً في أواخر خلافة عثمان بن عفان. إن كثيراً من أُسر الشيعة المتحضرة -وهي كلها متحضرة- ترجع في أصولها الى هذه القبائل العربية، وإن كل المتحضرين في كل بلاد الدنيا لا يهتمون بالانساب والاعتزاز بها.. وإن العديد من سكان الاحساء والقطيف يعرفون أصولهم العرقية، رغم أنهم لا يستطيعون إثبات هذا الانتماء بذكر اتصاله بفرع معروف من فروع القبائل المذكورة، ويعتبر الباحثون أن هذا الامر طبيعيٌ جداً، وهي إحدى صفات التحضر والاستقرار(1).وبعكس هذا نجد البدو يعتزون بأنسابهم ويعرفون أصولهم، وكل بادية الاحساء والقطيف تتلقف الكثير منهم، وهم في أغلبهم سُنَّة يفدون من وسط وغرب وجنوب الجزيرة العربية، في حين كان السكان الحضر على الدوام شيعة. وكان البدو يفدون إلى المناطق الشرقية من الجزيرة العربية طمعاً في مراعيها المعشبة، وقرباً من مصادر الثراء والغنى والمياه والزراعة التي يقوم عليها الحضر.. وكان الخلاف بين البدو والحضر أمراً مألوفاً في كل الانحاء، ومن بينها الأحساء والقطيف، ولم يكن ذلك يعود لأسباب مذهبية، فالبدو -كما قال الباحثون- هم من أبعد الناس عن روابط الدين فضلاً عن المذهب، ولكن لأسباب إجتماعية وإقتصادية، وعادات تأصَّلت في البدو.تجدر الإشارة إلى أن كل قبيلة متى ضعفت، وزاحمتها قبيلة أخرى أقوى منها، فإنها تعمد كلها أو بعض فروعها إلى ثلاثة أمور: إما الإنضواء تحت سيطرة الأقوى، أو الهجرة إلى بلاد أخرى، أو الإستقرار في المدن والتحضر، فتترك البداوة، ويزول الإسم إلى من بعض الأفرع الضعيفة التي تنتسب إليها(2). ولذا فإن الكثير من الأسر الشيعية تنتمي إلى قبائل ضعفت أو هزمت في حروب سابقة، ونخص بالذكر قبيلة بني خالد التي ينتمي أعداد غير قليلة من الشيعة إليها.. وكان بنو خالد ق”
“شعرت ليلتها بأننا العاشقان الوحيدان في هذه الرياض، وبأن مدينةً جافةً كمدينتنا لم تشهد يوماً على حكاية حب تشبه حكايتنا ..”