“ما وجه الصلة بين موت الآلهة وعودة الأخلاق؟تبدو لي الصلة كالآتي.لنقل بشئ من التبسيط والإجمال إنه منذ قرناً من الزمن، هي زمن الغرب المسيحي، كانت الإجابة عن السؤال "ماذا ينبغي لي أن أفعل؟" (وهو السؤال الأخلاقي) تصدر في الحقيقةعن الله-عبر وصاياه ورهبانه وعبر كنيسته-،بحيث إن السؤال لا يشكل هاجساً مادامت الإجابة بديهية إلى هذا الحد، ونابعة من حضارة هي، في المقام الأول دينية. لقد تلقى المرء مايشبهه الهدية المعلبة، منذ ولادته أو خلال السنوات الأولى من حياته، وكانت في جوهرها، هدية دينية وتشمل بالطبع على أخلاق ما . بحيث أن الأخلاق لم تكن آنذاك مشكلة بقدر ما كانت حلاً.”
“إذا عن السؤال: "ماذا ينبغى على أن أفعل؟" ماعاد الله يجيب، أو غدت إجابته أفل فأقل نفاذاً للسمع اجتماعياً. غير أن السؤال كسؤال يبقى إلى اليوم مطروحاً...بوصفه السؤال الشخصي الأكثر حميمية ، الذي لايستطيع أحد (لا الله ولا الكاهن ولا الأمين العام ...) أن يجيب عنه بالنيابه،مايكسبه إذا ذاك المزيد والمزيد من الأهمية. سذج هم أولئك الذين يعتقدون أن الألحاد يلغي مسألة الأخلاق بل العكس هو الصحيح : ذلك أن حاجتنا إلى الأخلاق تزداد كلما قل تمسكنا بالدين-إذ تقع على عاتقنا الإجابة عن السؤال "ماذا ينبغى على أن أفعل ؟" عندما يكف الله عن الإجابه عنه .”
“أظنك تعلم جيدًا الإجابة عن هذا السؤال، فبخارى وغيرها من مدن الدولة قد سقطت منذ زمن بعيد، عندما سقط أهلها مع حكامها وكهنتها.”
“منذ عشر سنواتٍ التقيتُ بها. وكانت كما هي اليوم .. في السادسة عشرة! إن الزمن لا يمر عليها ولكن يلتف حولها,يعانقها في حنانٍ , ويمسحُ ما يمكن أن يعلقَ بها من غُبارِ الأيام!”
“كانت الأخلاق هي رخاوة الدماغ. كانت الكائنات والأشياء جميعا تبدو لي....... حيوات أخرى حولها....... لحظة من حيواتهم الأخرى....... لا مبادئ”
“أتذكر في محاضرة للعلوم الإنسانية بإحدى الكليات، أثار اهتمامي السؤال التالي: »هل تدرك ما يجعل الموسيقى » موسيقى«؟« الإجابة هي المسافات بين العلامات الموسيقية؛ إنه السكون. إذا لم تكن هناك مسافات، فلن تسمع سوى ضوضاء مستمرة. وبالمثل، تنشأ الحكمة في المساحات الصغيرة الهادئة بين المعرفة والخبرة.”