“دعاء--دعوت للثورة وأنا دون السابعة.ذهبت ذات صباح إلى مدرستي الأولية محروسا بالخادمة. سرت كمن يساق إلى سجن. بيدي كراسة وفي عيني كآبة. وفي قلبي حنين للفوضى، والهواء البارد يلسع ساقي شبه العاريتين تحت بنطلوني القصير. وجدنا المدرسة مغلقة، والفراش يقول بصوت جهير:ـبسبب المظاهرات لا دراسة اليوم أيضا.غمرتني موجة من الفرح طارت بي إلى شاطئ السعادة ومن صميم قلبي دعوت الله أن تدوم الثورة إلى الأبد !!ـ”
“كانت تُصغي لإطراء حُسنِها ؛ كمن يُصغي إلى نغمة معادة”
“من ذا يحيط برحمة الله الواسعة !! فقد أشير ذات يومٍ من بعيد إلى المصباح فيضيء دون أن أمس مفتاحه”
“وتوحد مع عبد الله الحمّال حتى تبادلا قراءة الأفكار وخواطر القلوب. الرجل من معدنه، روحه أكبر منه، واهتمامه منجذب إلى هموم البشر كأنه فقيه لا حمّال. لو استمع أحد المارّة إلى ما يدور بينهما من حديث فوق سلم السبيل لذُهل ولظنّهما رجلين خطيرين يتنكران في ثوبي بيّاع وحمّال.”
“انك في صميم قلبك ترحب بجميع الحقائق التي كشفتها لك ، لا تنكر ذلك ، إنك تحبها ، ولا غنى لك عنها ، إنك تنتظر اللحظة التي أدعوك فيها إلى ردها الى عصمتك.”
“نحن نكابد أشواقا لا حصر لها لتقودنا في النهاية إلى الشوق الذي لا شوق بعده، فاعشق الله يغنك عن كل شيء.”
“الآن يؤذن الصوت الأبدي بالرحيل . ودّع دنياك الجميلة واذهب إلى المجهول . وما المجهول يا قلبي إلا الفناء ... الوداع أيتها الحياة التي تلقيت منها كل معنى ثم انقضت مخلفةً تاريخًا خاليًا من أي معنى .(من خواطر جنين في نهاية الشهر التاسع)”