“أعطني المرآةَ، أَعرفْ..أنني لستُ بربّْوثماري ليس تُقطَفْوعبادي دون ذنبْ !”
“إنني أصل الآن إلى ذلك المستوى المنحطّ الذي يمكّنني من تبصّر الارتفاع، والتأكد من أنني مجرد جلطة جلدية وعضلية وعظمية في سيلان المادة البشرية التي تملأ العالم منيًا وطمثًا.إنني أهبط الآن إلى تحتي، وإلى تحت تحتي، وأتغطى بطبقات الجلد والشعر ثم الدم والشرايين والأوردة، ثم العظام، ثم أصغر فأصغر، حتى أصل إلى أحطّ مستويات الحياة وأكثرها واقعية وحقيقية، هذا اللحم غير العاقل الذي أسكنه، والذي لا يفهم سوى اللذة أو الألم.إنني أسقط الآن في هذا الجسد الذي ليس لي غيره، وليس لي فوقه أو تحته أو وراءه، وليس فيه سوى ما يجري في تجاويفه من عصارةٍ ودم ونخاع وصديد، أسقط لأعرف، ولست أنوي الصعود.معركتي الأخيرة هي المعرفة.إنني لن أضم لصدري بارز الضلوع، المرتجف من البرد والمتمزق بالروماتزم والمتحشرج بالكآبة نهدي امرأة، لن أضم له بعد ذلك أبدًا نهدي امرأة، لكنني سوف أعرف.سوف أعرف.”
“ربما حين أُبعث في القيامة أخرج هذا الأطلس التشريحي بدلاً من كتاب حسناتي وسيئاتي، فالملعونون ليس لهم حسنات أو سيئات، فقط لهم تشريح، لهم أن يُشرَّحوا لا أن يُحكم عليهم، لهم أن يُوصَفوا لا أن يدينوا أو يُدانوا.”
“يؤلمني في الموتْعريي أمام الناظرين قبل تكفينيلا ثوبَ يخفي عورتيولا الدماء تكفيني>>>>>>يؤلمنا أحياءْخروجنا إلى عوالم العمىٰ والضوءْهبوطناوبؤسنا أمام رهبة اللا شيءْوسلطة الأشياءْوأحجياتْتفرقاتْوتثنياتْفي رقعة البياض والسوادِفي مدى سماءٍ دون ألوانٍ وألوانٍ بلا سماءْتؤلمنا حياتنا بلا سماءْوموتنا بلا سماءْوضحْكنا بلا سماءْبكاؤنا بلا سماءْتؤلمنا السماءْلكي نفرّ دومًا من سماءٍ..لسماءٍ..لسماءْ.!”
“المارْش الشيطاني، هذه الحركة لا بد وأنها تصور المارش الذي يقوده الشيطان إلى الجحيم، إنها موسيقى مخيفة، ومع ذلك قادرة على إحياء الجماد، إن نغماتها تتغلغل في أعصابي وتسير فيها كالنمل، فأشعر بأنني أتذبذب، أنهار، وأنفجر، ومن المعتاد أن تصيبني نوبة أرتيكاريا حادة بعدها، فأشعر وكأن جلدي يُطهَى دون نار، ويتقشر من النضج على لحمي.”
“قال لي:-أنت شابٌّ وفتيّ، ولهذا فسوف تغويك امرأة، وسيمفونية، وقصيدة شعر.احذر الأثواب لأن النساء لا يحتجن إلى عيون.تعلم كيف تغمض أذنك كما تغمض عينك.الشِّعر مكروهٌ بعد الخليقة وحرامٌ قبل الخلود.سأعرف أنك أكلت من المرأة حين تلطّخك الأجنّة.وأنك شربت من السيمفونية حين تبللك الدموع.وأنك سكنت القصيدة حين يقشعرّ جلدك كالصوف المنفوش.حين يبدو عليك كمعطفٍ.حين يبدو عليك كمعطفٍ ليس معطفَك.”
“الموسمحاولتُ كثيرًا لكن جلدها كان يتقشر عني في كل مرة. كانت تلفظني وتطرحني مثل الثمرة، فشعرت نحوها شعوري نحو الشجرة.كلما مرّ جوارنا رجل أو امرأة جمعني في جيبه أو جمعتني في حجرها.الفلاحون يحسبونني نبتًا مستوردًا، والمهندسون الزراعيون يحسبونني مُخَلَّقًا وراثيًا.تشبثت بحضنها لكن فروعها كانت تهتز كثيرًا.سقطت على الأرض قبل أن أنضج، أخضر، ليس لي جذور، لست مُتَدَرِّنًا كغيري ممن لهم تجارب عاطفية، وليس بي بذور لأُبعث من الأرض بعد أن أموت وأتحلل وأُدفَن في التربة.”