“ويوم أن تنكر لي من كنت أحسنت إليه من رذال هذا الخلق وسقط ولد آدم (كتب أحدهم: كان من قدري أن أغلب من ألقاهم في دروب حياتي المعتمة؛ هم من ذوي العاهات المخيفة) حبست نفسي في البيت عدة سنوات، وذهبت - فيما يشبه الجنون لكنه معرفي - أقرأ في اليوم والليلة أكثر من ثلاث عشرة ساعة، لا يصرفني عن القراءة إلا دموع عيني من فرط الجهد، لم أكن في تلك الأيام أتنفس من رئتي، كنت ألتقط أنفاسي من ثقوب الكلمات.. ولولا أن منّ الله علي بالهداية لربما تيبست شيئاً فشيئاً حتى صرت - كما قال كافكا -: "حجراً لقبر نفسي".. لا، لم أكن في تلك الأيام أسحق؛ لكني كنت أتشكل..”