“على الدعاة المسلمين من سلف وخلف أن يلزموا أسلوب القرآن الكريم فى عرض المعتقدات ٬ وأن يشغلوا أنفسهم بتقديم حلول إسلامية للمشكلات المحدثة والأزمات المادية والأدبية الطارئة.إن ذلك ما فعله السلف الأول فأعانه على فتح المشارق والمغارب.. أما المشتغلون اليوم بإعلان حرب على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة فإنهم قد يحرزون نصرا فى ميدان لا عدو فيه ٬إنه نصر على الأشباح ولا يغنم إلا الوهم!!”
“من خرجت على حدود الأدب ومطالب الحياء منعت من دخول المسجد، وكان ذلك عقابا لها، أما الحكم على جميع النساء بعدم الصلاة فى المساجد لأن إحداهن قد تكون متبرجة فهذا تعميم مرفوض... والغريب أن النساء منعن المسجد وحده! أما غشيان الأسواق والانطلاق فى الشوارع، فهذا لا حرج فيه !. إن تحريم المساجد على النساء كما تفعل شعوب إسلامية كثيرة من وراء الانهيار الخلقى وفقدان التربية الذى أودى بأمتنا فى هذه الحياة...”
“ن القرآن الكريم أول كتاب فى الحياة ، وآخر كتاب فى الحياة، يشحن الأفئدة باليقين النقى ، ويوثق رباطها بالله ، على نحو لا يستطيع كتاب آخر أن يقترب من أفقه ..!”
“والقضايا التى تثار ضد الإسلام لا تتصل بعقائده ولا بعباداته! إن أعداء الإسلام لهم مكر سئ فى استغلال أقوال وأحوال الجاهلين به، لاسيما فى ميدان المرأة. من أجل ذلك أنصح بالضرب على أيدى الجرآء على الفتوى من أدعياء الفقه الذين لا شغل لهم فى هذه الأيام إلا الصياح بوجوب النقاب وتحريم التصوير، والثرثرة بأمور لا وزن لها ولا خير فيها.”
“وليس من العبادة انتظار نجدة من السماء لتغيير هذه الأحوال.إننا ـ من الناحية العامة ـ بشر كسائر البشر.لنا ما للناس من أسماع وأبصار وأفئدة.فلماذا تتعطل حواسنا وأفكارنا، وتنطلق حواس الناس وأفكارهم فى كل مجال؟ لماذا تمس أصابعهم الأشياء فتجود، وتمسها أصابعنا فتضطرب؟لقد كان الناس عالة على آبائنا فى النواحى الأدبية والمادية جميعا فما الذى عرانا حتى أصبحنا لا نحسن استخراج المعادن من أرضنا، ولا بناء السدود والجسور على أنهارنا، ولا تشكيل الآلات وتركيبها فى مصانعنا،.ولا تطويع أدوات الحرب والسلم لحاجتنا...؟الحق أن القدرة على الإحسان أعوزتنا، وأن أسباب هذه القدرة فى أيدينا لو أردنا.إن الله أحيا المسلمين على هذه الأرض كما أحيا غيرهم من الأمم، وإذا كان قد اختص المسلمين بوحى سماوى جليل القدر، بعيد الأثر، فهو لم يختصهم بمعرفة أرضية ترجح كفتهم على سواهم.وعليهم أن يعانوا فى ذلك ما يعانى غيرهم، وأن ينتفعوا بتجاربه.وكل تفريط فى هذا الميدان معناه أولا انخفاض مستواهم الفكرى والمادى، ومعناه آخرا قصور الوسائل التى تنجح رسالتهم، وتحقق غايتهم.وعندما ينضم إلى هذا العجز، عوج فى فهم الدين نفسه، واسترخاء في إجابة عزائمه فهنا الطامة.إن للإحسان جزاءين، أحدهما آجل فى الدار الآخرة، ولا كلام لنا فيه الآن، والآخر عاجل تلقاه الأمم فى حاضر أمرها وتبلوه عيانا.”
“إن المسلمين كانوا وما زالوا يرون الربا من أخبث المعاصى ٬ والضمير الديني عندنا برغم ما أصاب الإسلام من هزائم باق على رفضه للربا ٬ قل أو كثر.. لكن الموقف السلبى فى عالم متحرك لا يجدى فتيلا ٬ وسيقع الناس فى الحرام إن لم نيسر لهم الحلال ٬ وندفعهم فى طريقه دفعا.. وقد كان حقا على المسلمين أن يقدموا المعاملات البديلة عن الربويات ٬ ويقيموا لها مؤسسات شامخة. وأيا كان الأمر فقد استفاقوا متأخرين ٬ وبدأت مصارف إسلامية تعمل عملها هنا وهناك. وبعض الناس يتصور أن التجربة سوف تولد عملاقة ٬ وهذا خطأ ٬ فبين النظرية والتطبيق مسافة لا يطويها إلا الزمن. وبعض آخر يريد الارتباط بكل قول ورد ٬ وهذا أيضا خطأ ٬ فإن الإسلام فى ميدان العبادات منشئ مبدع كما قال ابن القيم أما فى ميدان المعاملات فهو مصلح لا مخترع وحسبه أن يقى الناس رذائل الغبن والتغرير والاستغلال الردىء.”
“إن الزواج ليس نزوة عابرة! إنه صحبة دائمة وميثاق غليظ وشركة فى حياة لا تتحمل هزلا ولا عبثا،فما ارتبط به الزوج أو الزوجة من شروط لا يسوغ فيه تحريف ولا تقصير.. والوفاء بالمهر ليس إلا مثلا يذكر لما يجب أن يكتنف الزوجية من صدق وشرف، ولو أن رجلا عرض نفسه على أنه حليم أو سمح، فليثبت على هذه الخلال التى ادعاها. وليتكلفها إن لم تكن فيه! فإن بركات الله تنزل على أهل الصدق، وتجعل المعيشة أحلى وأبقى.. بل إن المرأة قد تتنازل عن حقها المالى كله أو بعضه عندما ترى زوجها كرم الشمائل نبيل السجايا ! والتى تعطى نفسها لا تضن بمال..”