“أيها الساهون في صلاتكم .. أيها التائهون عن أجمل لحظات قلوبكم و أشهى وجبات أرواحكم .. يا غارقين في سُكْر الشهوة و خمر الغفلة ... نصيحتي لكم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)(النساء:43)”
“في حديث النبي حين قال عن القلب الذي أشرب الفتن : " و الآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا " ! , فتأمل قوله " مربادًا " أي يحمل بقايا بياض في عموم سواد , و هذا دليل على أنه ما كان أسودًا يوم خلقه الله , بل كان أبيضًا ناصع بياض الفطرة ليحمل الخير و يدوم عليه ؛ لكنه اختار بإرادتهِ الذي هو أدنى , و قدّم الخبيث على الطيب , و طرد خيرهُ مؤثرًا شره فلم يبقَ من البياض إلا البقع الغارقة في لجة الخظيئة و طوفان السواد !”
“فالحي حي في حياته و بعد مماته، و ميت القلب ميت في حياته و بعد موته، و حياة قلب الشهيد توحي بها معنى كلمة شهيد و التي تعني أنه شهد على الغيب حتى صار عنده شهادة، و لأنه رأى بقلبه ما لا يراه الناس إلا بعد موتهم؛ فأقدم على التضحية بأغلى ما يملك؛ كوفئ باستمرار إطلاق صفة الحياة عليه حتى بعد الموت.”
“و العجيب أنك كلما زرت ملكاً من ملوك الأرض ارتديت أجمل الثياب ، و تعطَّرت بأزكى عطورك ، و الطهارة و النظافة و التزيُّن أولى أن تكون بين يدي ملك الملوك ... أليس كذلك ؟!”
“طلب قوم الراحه في الدنيا فلهم التعب في الاخرة و تعب قوم هنا قاستراحو هناك”
“و تأمل قول الله المُعْجٍز يصف صاحب القلب القاسي: ( و أحاطت به خطيئته) أي استولت عليه، و شملت جميع أحواله حتى صار محاطاً بها لا ينفذ إليه من حوله شيء، و ذلك أن من أذنب ذنباً و لم يُقلع عنه جرَّه ذلك إلى العودة لمثله، و الانهماك فيه، و ارتكاب ما هو أكبر منه؛ حتى تستولي عليه الذنوب، و تأخذ بمجامع قلبه، فيتحول طبعه مائلاً إلى المعاصي، مستحسناً إياها، معتقداً أن لا لذة سواها، مُبغٍضاً لمن يحول بينه و بينها، مُكذّباً لمن ينصحه بالبعد عنها.[....]فتصبح ذنوبه كالخيمة تحجب عنه كل شيء: نظر الله إليه، و نعيم الجنة المنتظر، و عذاب النار المترقٍّب، و كيد إبليس المتحفٍّز، و حسرة الملائكة المشفقة, كل ذلك يغيب عنه عند وقوعه في الذنب ولا يراه.”
“البائع لا يستحق الثمن اذا امتنع عن تسليم ما باعة .....فكذلك العبد لا يستحق الجنة الا بعد تسليم النفس و المال الى المشترى”