“- ياله من زحام! زمان كان الأطباء في البلد هم الكهنة .. كيف تكاثر الكهنة إلى هذا الحد؟!كنا كهنة فقراء. تعساء. بلا أي نوع من القدسية ... نعيش في الحارات الخلفية، و الشقق الضيقة، و ندفع أقساط السُلَف الشهرية، و نعقد الجمعيات لحل الإختناقات فنظل نختنق تحت وطأتها.”
“-انهم يحتاجون الي الخوف, كان آتون حسناً لك و لآخن و للشعراء, و لكن العامة لا تعيش بالتقوى. العامة تحتاج الى الخوف لكي تعرف التقوى.- و من صنعهم على ذلك المثال؟ من علمهم خوف تلك الآلهة المتعطشة للدم و للقرابين و لتعذيب البشر تحت الشمس و في ظلمة القبر؟ -تعنينا نحن الكهنة؟ أواثق أنت أن الناس ليسوا هم الذين صنعونا؟ أواثق أننا لم نكن من صنع حاجتهم لنا؟”
“إنهم يحاربون هذا النظام لأنه حين يقوم سيطارد الاستعمار كما يطارد الشيوعية و لن يسمح لأي لون من ألوان الاستعمار تحت أي اسم، و تحت أي ستار أن يعيش في هذا الوادي، و لا في الوطن الإسلامي كله؛ لهذا هم يحاربون هذا النظام العادل الكامل الذي يستمتع بحمايته و عدله أتباع ديانته و مخالفوه على السواء.”
“شيئا فشيئا يسحب البساط من تحت أقدامنا لنجد أنفسنا نفكر للآخرين و نعيش و نموت لأجلهم و أن ذواتنا كبشر و كشخصيات مستقلة ليس لها أي قيمة في اعتباراتنا الحياتية و النفسية”
“رنّ صوتي في صمت الغرفة الضيقة .. أخذته الأحجار المقوسة و حولته إلى صدى غريب ... صوت مهزوم لا ينتمي إليّ .. عاجز عن الحب و عن مواصلة الحياة..و ها هو ملجئي الأخير .. تلك الغرفة الشبيهة بالقبو .. أبحث فيها عن أي نوع من التواصل .. و حياتي شذرات متفرقة ... تخضع للمصادفات العمياء و الحوادث العارضة .. من حب إلى فراق .. و من قسوة إلى يأس ....لا شيء حقيقي يمكن امتلاكه”
“قليلين يتمتعون بالوضوح و الشجاعة الكافيتين لتحويل أفكار الكتب إلى دافع ثوري،إما الآخرون فيفضلون الاقتصار على مناقشة تلك الأفكار إلى الأبد و هم جالسون حول زجاجة شراب في الغرفة الخلفية من المكتبة.”