“كل شئ مطروح لإعادة النظر ، لإعادة القسمة :الأفكار ، المناطق ، الدول ، حتى الملوك والسلاطين والأمراء الصغار !دول تنهض فجأة ، وأخرى تغيب .القارات تقسم حسب خطوط الطول وخطوط العرض .المناطق والشعوب تجزئ أو تلحق ، تبعاً لرغبات الأقوياء ، الذين يتخذون القرارات ، وتبعاً لمصالحهم وقدرتهم على المساومة ونقض الوعود والعهود ؛الملوك والسلاطين ومعهم الجواكر ، يُخترعون في التوّ واللحظة ليتولوا الأمور ، أو يُحكم عليهم بالنفي إلى الجزر البعيدة لكي يموتوا هناك منسيين ، وبصمت”
“ الملوك عندنا يا كاترين لا يشبهون ملوككم أبدا ! كل رجل عندنا ملك !! و الممالك صغيرة لدرجة أنها متجاورة و متراصة مثل مراحيض المقاهي و الفنادق . و هؤلاء الملوك الصغار يضربون زوجاتهم و يشدون شعورهم ..أما إذا ألتقوا بالملوك الذين هم أكبر منهم فإنهم يجثون على الأرض و يقبلون التراب تحت أرجلهم !! و الملوك الكبار يسجدون للذين أكبر منهم .. حتى يصل الأمر أن جميع الملوك يسجدون لملك واحد .. و هذا الملك ..لا يعرف القراءة و لا الكتابة !!! له زوجات أكثر من جميع الملوك الآخرين , له مائة زوجة من جميع أنحاء الأرض ..”
“الذين يتراكضون حولي الآن إمّا كذبة خادعون أو جهلة مسخرون . الزيف ينخرهم والقدرة على المحاكمة المنطقية لم تعد من صفاتهم ، تحركهم مصالح أو أوهام , كل من هو ليس معهم فهو خصم ، وكل من يتساءل ، وأغلب الأحيان لكي يقتنع ، ينظرون إليه بشك . وصلوا إلى معادلة بدائية جداً : الأسود والأبيض ، ونسوا ما بينهما من ألوان. وأنت تعرف أن المعادلات البسيطة تريح العجزة والضعفاء ، وذوي العقول الصغيرة ، لكنها تخلق من المشاكل أكثر مما تحل ، وتعجل بالكفر بدل أن توصل إلى الإيمان الحقيقي”
“الانسان يأكل قدر مايحتاج وقدر مايريد، لاحسب رأي الشيخ أو حسب الإمساك الذي في معدته اما القطيع فإنه يأكل حسب رغبة الراعي وحسب شراسة كلب”
“فقد الناس القدرة على البكاء , لا , انهم يبكون بدموع إلى الداخل , انهم يبكون كل الوقت , حتى أثناء النوم !”
“البصيرة, أحيان كثيرة, تعمى, أو تفقد قدرتها على التمييز.كما أن اليائس يمكن أن يتحول إلى وحش, وقد تغريه أية بارقة أمل.”
“لأن "ثوريي" السياسة والكتابة في العصر العربي الذي نعيشه يفترضون أن الجدية تتمثل بالكلمات الفخمة ذات الرنين العالي،والشعارات الكبيرة،و أيضا بالبطل الإيجابي الذي ينتصر على كل أعدائه،والذي لا يعرف الخوف أو الإبتسام،فقد اتخذتُ موقفاً معاكساً منذ وقت مبكر:أن أحب أشياء كثيرة لا يحبها "الثوريون"،أو يتظاهرون أنهم لا يحبونها.أحببت القراءة لدرجة الإدمان.أحببت الموسيقى لدرجة إفساد الآخرين.أحببت المسرح لدرجةٍ أفضله على الإجتماع الحزبي.أحببت الوردة والورقة الخضراء و الشكل الجميل،وهكذا وجدت نفسي،و منذ وقت مبكر،متورطاً في أشياء لا يحبها "الثوريون"!لم يكن هذا الموقف رغبة في المشاكسة،وإنما لتقديري أن الأشياء مترابطة متداخلة،وأيضا مشتبكة و متشابكة،بحيث لا يمكن فصلها عن بعضها،أو لا يمكن أخذها مجزأة.فالثوري،سياسياً أو كاتباً،إذا لم يستطع اكتشاف الصوت الجميل،أو اللحظة البراقة؛إذا لم ير في الحياة هذا الطيف الهائل من التنوع و الغنى و التداخل لا يمكن أن يكون سياسياً جيداً أو كاتباً جيداً.”