“لقد بدأت أعتقد أن ترديد كلمة معينة أو شعار مراراً وتكراراً، معناه في الغالب أن ما يحدث في الواقع هو العكس بالضبط، وأن كثرة ترديد شعار معا، سببها على الأرجح محاولة صرف نظر الناس عن عدم تحققه في الواقع.”
“في حياة غيرنا؛ نحن نعيش عصر تغلب عليه العتمة والتضليل، وتسمية الأسماء بغير أسمائها، والتظاهر بغير الحقيقة، وحجب الحقائق بدلاً من كشفها، وهذا كله هو النقيض التام للشفافية، التي تفترض أن يكون السلوك كالزجاج النظيف؛ يعلن عن الحقيقة بدلاً من أن يحجبها. لقد بدأت أعتقد أن ترديد كلمة معينة أو شعارا مراراً وتكراراً معناه في الغالب أن ما يحدث في الواقع هو العكس بالضبط، وأن كثرة ترديد شعار ما سببها على الأرجح محاولة صرف نظر الناس”
“أنني لا أعتقد أن لدينا أدنى أمل في أن نقف موقف الند للند أمام إسرائيل في القرن الحادي والعشرين , طالما استمر أولادنا يتعلمون على هذا النحو, أو أن نقضى على التطرف الديني طالما ظل أولادنا يلقنون أن الشئ في هذه الحياة إما أبيض أو أسود , وليس هناك ظلال بينهما , وأن الشئ إما خير محض أو شر محض , حلال أو حرام , و ليس هناك منزلة بين المنزلتين .”
“و أما شعار " الأرض مقابل السلام " , فمن الواضح الآن أن الفهم الشائع له و هو أن يمنح العرب السلام للإسرائيليين مقابل أن يحصلوا على أراضيهم المحتلة , و هو فهم خاطئ تماماً , فمعناه الحقيقي , على ضوء ما سيق , هو أن يحصل الإسرائيليون على الأرض كلها , ويحصل العرب على السلام , بمعنى " الراحة الأبدية ”
“هل هناك أي أمل حقيقي في أن ينقل أي جيل تجربته للجيل الذي يليه؟ أم أن من المحتّم على كل جيل أن يمرّ بالتجربة بنفسه، وأن يستخلص كل جيل بنفسه ما يستطيع استخلاصه من تجربته هو، دون أي أمل في أن يحصل على أي مساعدة من الأجيال السابقة؟”
“كنت دائمًا ، ولا أزال، أعتقد أن الموقف الفكري الذي يتخذه المرء يتحدد إلى حد كبير بمزاجه الشخصي وميوله الدفينة، وأننا نبالغ في الظن بأن الموقف الفكري والعقائدي لشخص ما هو في الأساس نتيجة لتفكير عقلاني بارد، ومقارعة الحجة بالحجة، ومقارنة موضوعية رصينة بين ما للرأي وما عليه، بل هو على الأرجح، وفي التحليل الأخير، نتاج المزاج والأهواء والميول الشخصية. ليس معنى هذا أن المرء منّا ليس قابلًا أبدًا لتغيير رأيه وموقفه بناءًا على اقتناع بما لم يكن مقتنعًا به، أو مواجهته لحجج جديدة، أو اطلاعه على أدلة لم يكن على دراية بها، فكلنا يغيّر رأيه أحيانًا ويقتنع برأي جديد، ولكن هذا لا ينفي، فيما أري، أن مجمل عقيدة المرء وموقفه الفكري بوجه عام، واتجاه تفكيره وولائه، تتأثر إلى حد كبير، وربما في المقام الأول، بهذا الذي نسميه بالمزاج أو الميل الطبيعي.”
“من أكثر الكتب تأثيرًا في نفسي تلك التي "وجدت فيها نفسي"، أو التي اعطتني الحجج المنطقية أو الأسانيد التاريخية التي تدعم وجهة نظر كنت أتبناها قبل أن أشرع في قراءة الكتاب.قد يكون تفسير ذلك أن تغيير المرء لوجهة نظره ليس بالسهولة التي نظنّها عادةً، وأن وجهة النظر التي يتبناها المرء تنبع من مصادر لا علاقة قوية بينها وبين الحجج المنطقية والأسانيد التاريخية، وإنما تأتي هذا الحجج والأسانيد لتدعيم وجهة نظر تبنيناها من قبل، بناءًا على دوافع نفسية أو اجتماعية، أو لتدحض وجهة نظر كرهناها بناءًا على دوافع مماثلة.”