“درسني هذا الأستاذ، وكان فنانًا تشكيليًا معروفًا سنة واحدة فقط. خلال هذه السنة نجح في أن يزرع في نفسي الثقة التي كنت فقدتها في قدرتي على الرسم. كان يقول لطلاب في العاشرة أو نحوها، إنه لا يريد منهم أن يرسموا ما يرونه أمامهم، ولكن يريد منهم أن يعبروا عما يثيره هذا الشيء في نفوسهم. كان يقول إن فن الرسم لا علاقة له من قريب أو بعيد، بالتصوير وعدسات الكاميرا، ولكنه وثيق الصلة بالمشاعر والأحاسيس، يا ألله! كم بدت هذه المفاهيم تقدمية ثورية أيامها، وأحسبها لا تزال تقدمية ثورية في هذه الأيام”
“لا يوجد جَمال أو فضل أو نُبل في المهن . هذه الصفات توجد أو لا توجد في نفوس الذين يمارسون المهن .”
“اعلم، يا طبيب، أن هناك ما لا يقل عن ألف مجلس في الجامعة المتقدمة وأضعاف ذلك العدد في الجامعات المتخلفة. وأظرف ما في هذه المجالس أنها لا تفعل شيئاً سوى إعادة اختراع العجلة. تكرار نفس القرارات.”
“سوف تصل دائما إلى هذه المدينة*لا تحلم بغيرها (س.ب.كافافي (اليونان))صاحبنا الشاعر اليوناني ينصحك أ تضيّع وقتك في البحث عنها. صاحبنا يقول لك أن كل الطرق تقود إلى مدينة واحدة من العبث البحث عن غرها. صاحبنا يؤكد أن روحك هي المدينة الوحيدة التي يمكن أن تسكنها أو تسافر منها أو تسافر إليها، و أحسبه، مع الاعتذار لجزائر الواق واق، صادقًا.”
“كنت أقول للطلبة في المحاضره الأولى إن رسوب أي منهم يعني فشلي في تدريس المادة قبل أن يعني فشله في استيعابها”
“كنت أقول للطلبه في المحاضرة الأولى إن رسوب أي منهم يعني فشلي في تدريس المادة قبل أن يعني فشله في استيعابها”
“من سيبقى واقفاً في الطابور، إذن؟ منتوفو الريش، ((المسحوقون)) كما يقول الأدباء الواقعيون، وضعاف الأبدان والعجزة وقصار اللسان. أليس هذا، بالفعل، مصير كل طابور في العالم الثالث؟ وهل رأيت، عزيزي القارئ في حياتك كلّها عظيماً أو كبيراً أو مصارعاً يقف في طابور؟ بل هل رأيت شخصاً يعرفه الموظف واقفاً في طابور؟وتذكرتُ، وضحكتُ، أنني في بداية عهدي بالواجاهة الوظيفية من سنوات كنت حريصاً غاية الحرص علي الوقوف بهذه الطوابير. ربما كان ذلك بدافع الرغبة في بدأ سابقة نافعة، وربما كان السبب نزعة خفيَّة في تعذيب الذات. وربما كان السبب هو ((الغرور العكسي))، والغرور العكسي هو أن تعمل عكس ما يفعله المغرورون عادة (ومن أمثلة ذلك أن تكون بليونيراً، وتتنقل في سيارة يابانية صغيرة، وتستخدم ساعة قيمتها خمسون ريالاً، وترتدي ((نعال زنوبة)) ).”