“الّلـهُ أبـدَعَ طائـراو حبَـا هُ طبعـاًأن يلـوذَ مِـنَ العواصِـفِ بالذُّرىوَيَطـيرَ مقتحِماً، ويهبِطَ كاسِـراوَيَعِـفَّ عـنْ ذُلِّ القيـودِفلا يُبـاعُ ويُشترى وإذْ استوى سمّاهُ َنسْـراً ..قالَ :َمنزِلُكَ السّمـاءُوَمنزِلُ النّاسِ الثّـرى .وَجَـرى الزّمـانُ ...وذاتَ دَهْـرٍأشعلتْ نارَ الفضـولِ بِصـدْرِهِنـارُ القُــرىفَرَنـافكانتْ روحُ تلكَ النّـارِ نـوراً باهِـراوَدَنـافأبصَـرَ بُلبُـلاً رَهـنَ الإسـارِوحُزنـهُ ينسـابُ لحنـاً آسِـراوهَفـافألفـى الدّودَ يأكلُ جِيفَـةً .. فتحسّـرا .ماذا جـرى ؟!النّـارُ سـالتْ في دِمـاهُ وما دَرىواللّحـنُ عَرّشَ في دِمـاهُ ومـا دَرى !النَسْـرُ لم يَـذُقِ الكَـرىالنّسـرُ حَـوَّمَ حائِـراالنّسـرُ حلّـقَ ثُمَّ حلّـقَثُمّ عـادَ الَقهْـقرى( أَلِـيَ الذُّرىوأنَـا كديـدانِ الثّرى ؟!لا بُـدَّ أنْ أتَحَـرّرا ).اللّـهُ قالَ لـهُ : إذَنْستكـونُ خَلْـقاً آخَـرا ..لكَ قـوّةٌ مِثل الصّخـورِوعِـزّةٌ مثلَ النسـورِورِقّـةٌ مثلَ الزّهـورِوَهَيْـئةٌ مثلَ الوَرى .( كُـنْ )أغمَـضَ النّسـرُ النبيلُ جَنـاحَـهُ،وَصَحـا .. فأصبـحَ شاعِـرا !”
“بوابة المغادرينملكٌ كانَ على بابِ السماءيختمُ أوراقَ الوفودِ الزائرةطالباً من كلّ آتٍ نُبذة مُختصرةعن أراضيهِ . . وعمن أحضره• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرةآُنتُ في طائرةٍ مُنذُ قليلغيرَ أنيقبلَ أن يطرفَ جَفنيجئتُ محمولاً هُنا فوقً شظايا الطائرة !• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرةمُنذُ ساعاتٍ رآبتُ البحرَلكنجئتُ محمولاً على متنِ حريق الباخرة !• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرةوأنا لم أركبِ الجوّأو البحرَولا أملُكُ سِعرَ التذكرةكنتُ في وسطِ نقاشٍ أخويٌ في بلاديغير أنيجئتُ محمولاً على متنِ رصاصِ المجزرة!• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرةآنتُ من قبلِ دقيقةأتمشى في الحديقةأعجبتني وردةٌحاولتُ أن أقطفها . . . فاقتطفتنيوعلى باب السماواتِ رمتنيلم أكن أعلمُ أنّ الوردةَ الفيحاءُتغدو عبوةٌ متفجرة• أنا من تلكَ الكُرة. . . في انقلابٌ عسكري• أنا من تلكَ الكُرةاجتياحٌ أجنبي• أنا من . . .أعمالُ عُنفٍ في كرا تشي• أنا . . . . .حربٌ دائرةٌ• ثورةٌ شعبيةٌ في القاهرة• عُبوةٌ ناسفة• طلقةُ قنا ص• كمين• طعنة في الظهرِ• ثأرٌ• هزةٌ أرضيةً في أنقره• أنا . . .• من . . .• تلكَ ا ل . . .• . . . كرةالملاكُ اهتزّ مذهولاًوألقى دفتره :أأنا أجلسُ بالمقلوبِأم أنّي فقدتُ الذاكرة ؟أسألُ الله الرضا والمغفرةإن تكُن تلكَ هي ا لدُنيا. . . فأينَ الآخِرة ؟ !”
“مفقوداتزارَ الرّئيسُ المؤتَمَنْبعضَ ولاياتِ الوَطنْوحينَ زارَ حَيَّناقالَ لنا :هاتوا شكاواكم بصِدقٍ في العَلَنْولا تَخافوا أَحَداً ..فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ .فقالَ صاحِبي ( حَسَنْ ) :يا سيّديأينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ ؟وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟وأينَ مَنْيُوفّرُ الدّواءَ للفقيرِ دونما ثَمَنْ ؟يا سيّديلمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .قالَ الرئيسُ في حَزَنْ :أحْرَقَ ربّي جَسَديأَكلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي ؟ !شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَديسوفَ ترى الخيرَ غَداً .وَبَعْدَ عامٍ زارَناومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا :هاتوا شكاواكمْ بِصدْقٍ في العَلَنْولا تَخافوا أحَداًفقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ .لم يَشتكِ النّاسُ !فقُمتُ مُعْلِناً :أينَ الرّغيفُ واللّبَنْ ؟وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟وأينَ مَنْيوفِّر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟مَعْذِرَةً يا سيّدي..وَأينَ صاحبي ( حَسَنْ ) ؟!”
“دكتورنا " الفهمانْ "يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْمَنْ قالَ : " لا " مِنْ شعبهِفي غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْيرحمهُ الرحمنْبلادهُ سجنٌ..و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُأو أنَّهُ سجَّانْبلادهُ مقبرةٌ..أشجارها لا تلبسُ الأخضرَلكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْحزناً على الإنسانْأحاكمٌ لدولةٍ..مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُأمْ أنَّهُ قرصانْ ؟”
“ليسَ في النّاسِ أمانْليسَ للنّاسِ أمانْنِصفُهمْ يَعْملُ شرطيّـاً لدى الحاكمِ!والنصفُ مُـدَانْ”
“أنا لستُ إلا شاعراَأبصرتُ نارَ العارِناشبةً بأردية الغُفاةفصرخت: هُبّوا للنجاة.فإذا أفاقوا للحياةستحتفي بِهمُ الحياةو إذا تلاشت صرختيوَسْطَ الحرائقِ كالدُخانفلأنَّ صرخةَ شاعرٍلا تبعثُ الروح الطليقةَ في الرفات!”
“- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلاديأنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْأنتَ في كُلِّ مكـانٍأنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِمِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍتلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍأنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـاإنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !”