“وإن ظلم الأزواج للأزواج أعرق الإفساد وأعجل فى الإهلاك من ظلم الأمير للرعية،فإن رابطة الزوجية أمتن الروابط وأحكمها فتلا فى الفطرة الإنسانية! فإذا فسدت الفطرة فسادا انتكث به هذا الفتل،وانقطع ذلك الحبل،فأى رجاء فى الأمة من بعده يمنع عنها غضب الله وسخطه..”
“إن ظلم الأزواج للأزواج أعرق الإفساد و أعجل في الإهلاك من ظلم الأمير للرعية”
“قد بلغ التراخى والانفصام فى رابطة الزوجية مبلغا لم يعهد فى عصر من العصور الإسلامية،لفساد الفطرة فى الزوجين واعتداء حدود الله من الجانبين ". والواقع أن داخل البيت يتأثر بخارجه، وتيارات الميوعة والجهالة والإسراف إذا عصفت فى الخارج تسللت إلى الداخل فلم ينج من بلائها إلا من عصم الله...! إننا نريد أن نتفق أولا على إقامة حدود الله،كما رسمها الكتاب الكريم، وشرحتها السنة المطهرة وأرى أن ارتفاع المستوى الفقهى والخلقى والسلوكى لكلا الجنسين سيوطد أركان السلام داخل البيت وخارجه،وسيجعل المرأة تبسط سلطانها فى دائرتها كما تتيح للرجل أن يملك الزمام حيث لا يصلح غيره للعمل فى زحام الحياة وعراكها الموصول...”
“قالت لى امرأة غاضبة: ( أإذا غضب منى زوجى فى حوار، قد أكون فيه صاحبة حق حُرمت رضوان الله، ولعنتنى الملائكة و...و...)فقاطعتها على عجل، وأفهمتها أن الحديث الوارد فى شأن آخر بعيد بعيد عما تتوهمين..الحديث ورد فى امرأة تعرض زوجها للفتنة لأنها تمنعه نفسها، وهو لا يستغنى عنها.. ذاك هو المراد!! إن الإسلام يقوم على حقائق الفطرة والعقل، لأنه فطرة الله التى فطر الناس عليها.”
“اسمع إلى أبى بكر بعدما ولى الخلافة يقول: ' أمَّا بعد.. فإنى قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتمونى على حق فأعينونى، وإن رأيتمونى على باطل فسددونى، أطيعونى ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لى عليكم. ألا إن أقواكم عندى الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندى القوى حتى آخذ الحق منه.. أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم ' أ. هـ. وجاء فى خطبة لعمر بن الخطاب:' اعلموا أن شدتى التى كنتم ترونها ازدادت أضعافا على الظالم والمعتدى، والأخذ لضعيف المسلمين من قويهم.. فاتقوا الله وأعينونى على نفسى بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإحضارى النصيحة فيما ولانى الله من أمركم. أيها الناس: إنه لم يبلغ ذو حق فى حقه أن يطاع فى معصية اهذا هو وضع الحاكم المسلم فى الدولة المسلمة. رجل من صميم الأمة يطلب أن يُعان على الحق وأن يمنع من الباطل، ويرى السلطة المخولة له سياجًا للمصالح العامة لا مصيدة للمنافع الخاصة ولا بابًا إلى البطر والطغيان. وذلك هو أدب الإسلام الذى خط مصارع الجبابرة فى الدنيا وحط منازلهم فى الآخرة. (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)”
“ان للشيطان فى قلب كل انسان مكانا يصغر ويكبر ويتسع ويضيق بمقدار حظه من الخير ونصيبه من رضا الله وبره به , وبمقدار اجتهاده فى الدين , وحرصه على التقوى , وايثاره للخير والمعروف . ولكن هذا المكان موجود دائما فى قلوب الناس يبتلون به فيما يأتون به من الأمر ومايدعون”