“لقرع الطبل ذبذبات غريبة. إذا لا يستطيع المرء أن يعرف جهة انبعاثها. ويتردد صداها من جدران بيوت المدينة فيزيدها حدة. أرى أفراد ميليشيا الباسيج المتطوعين وفوات الحرس الثوري يأخذون مواقعهم بسرعة عند تقاطع الطرق ويقيمون بسرعة حواجز للتفتيش. مدججين برشاشاتهم الكلاشنيكوف، ومتأهبين لإطلاق النار على الفور.""... لم يكن شيئا غريبا بل مجرد صوت نقار الخشب. كان هذا كل ما في الأمر: طائر نقار الخشب. وبعد سنوات لم يعد سكان المدينة يسمعون صوت نقار الخشب وهو ينقر شجرة، لأنه هاجم أشجار طهران، عشرات الآلاف منها، التي أخذت تنقر لحاء الأشجار الجافة لتنتنزع منها الديدان وتوقط أهالي المدينة.وعندما يكتشف أفراد ميليشيا الباسيح مصدر الضوضاء، يوجهون رشاشاتهم الكلاشنيكوف إلى أغصان الأشجار العليا، ويصلونها بنيرانهم، لكن عدد طيور نقار الخشب كان أكبر بكثير من عدد طلقاتهم، ولايزال يتردد صدى حكايات تالك، تالك، تالك، التي لا تنتهي في مدينة طهران.”

شهريار مندني يور رواية قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب

Explore This Quote Further

Quote by شهريار مندني يور رواية قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب: “لقرع الطبل ذبذبات غريبة. إذا لا يستطيع المرء أن … - Image 1

Similar quotes

“سيكون شيئا جميلاُ. سنمشي معا وننظر إلى آثار أقدامنا على الثلج. سأمسك يدك لأدفئك... بالنسبة لي الحب مجرد وسيلة لخلق الجمال".”


“يرى راسكن أن المشهد الرائع لا يمكن الحفاظ عليه أبدا لأنه عرضي، إن خراب المشهد، لا نية المصمم، هو ما يجعله جميلا، وهذا يفسر سبب عدم حب عدد كبير من أهل اسطنبول للقصور الخشبية التي تم ترميمها، ينقطع ارتباطهم الواهي الجميل بالماضي حين يختفي الخشب المسود المتعفن تحت دهانات لامعة تجعلها تبدو كما لو كانت المدينة في قمة مجدها وازدهارها في القرن الثامن عشر اسطنبول .. الذكريات والمدينة”


“... في نومها الشتوي، تحمل الأشجار تخيلات ألف ليلة وليلة من أحدهما إلى الآخر في النسيم العليل.”


“يتجه دارا نحو باب الحديقة. وفجأة، مثل معجزة في طهران، في أعلى الصمت المطبق الذي يشبه صمت المقابر والذي حل على الاشخاص المحطمة قلوبهم، في أعلى وهج المصابيح الملونة التي بدأت تبدو الآن بشعة، وفوق جيتار مكسور، بدأت تنبعث أغنية عندليب يغرد في الليل من الحديقة. عندليب ينبغي ألا يكون في الحديقة في هذا الفصل البارد، عندليب، في ألف بيت من الشعر الإيراني، في ساعات الظلام، من أجل حب وردة حمراء حزنا على انفصاله عنها، غرّد منذ الأزل وسينغني إلى الأبد.”


“السّفر بالأساس مكوِّنٌ رئيسي في عقيدة المسلمين، لأنه متعلق بركن الحج، الحج لم يكن مجرد زيارة مكة، كان المرور على كل بلاد المسلمين التي بين بلد الحاج وبين مكة. كان رحلة يعرف بها الحاجّ كيف يعيش المسلمون، يبيت في كل قرية ومدينة، يأكل من طعامها، ويتزوج أحيانا منها، بل ربما حارب معهم إذا أدرك في بلادهم حربا. كانت رحلة الحج وحدها تكفي لتذيب الحدود والفوارق بين كل الأعراق التي تحت حكم المسلمين.”


“لكل مدينة صوت لا يمكن أن يسمع في غيرها، صوت يعرفه جيداً كل هؤلاء الذين يعيشون في المدينة ويتشاركون فيه كأحد الأسرار.”