“في الغرب نوعٌ منَ البشرِ يعبدُ رأس ماله، شركته، مصنعه، عملهُ ستّة ايّام في الأسبوع ويتوجّهونَ في اليوم السابع إلي الله وقد لَـا يتوجّهونَ إليهِ لِـأنّهم -أصلًـا- لَـا يؤمنونَ بوجوده... ومع هذا يتقدّمونَ يومًا بعدَ يوم ..ونحنُ نهربُ من أعمالنا بحجّة المحافظة علي الصلَـاة وقراءة الورد اليومي -الّذي لَـا يحلو لنا إلّـا في أوقات الدوام- ومع ذلك نتخلّف يومًا بعد يوم.. حتّي أصبح ما بيننا وبينهم قرونسحيقة!بأعمالنا هذه جعلنا العالم يتصور أن تخلّفنا راجعٌ إلي ديننا.. دين الإسلَـام العظيم.. نحنُ الّذينَ أسأنا إليه حينَ عبدنا الله علي غير الوجه الّذي أرادهُ منّا.هم يبنونَ حضارة جافّة.. ستزولُ حتمًا، لكنّها يومَ تزول، فلن يكونَ ذلكَ من أجل سواد عيوننا ولكن لـأنّ الله سيستبدل قومًا غيرنا، يعبدونه بالعمل كما يعبدونه بسائر الطاعات، يومَ يظهرُ هؤلَـاء سيلقي اللهُ الروح من أمره علي جثة حضارتنا الهامدة، فتعودُ إلي الحياة. ويموتُ ما دونها من حضارات جافة كافرةٌ بوجوده (سُبحانهُ)!”